تطرح الهجمات الأخيرة للقوات الأوكرانية على مواقع روسية تساؤلات عن تاثير هذه التطورات الميدانية على خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني.
وخلال الساعات الماضية، شنت القوات الأوكرانية هجومًا كبيرًا بطائرات مسيرة تسبب في اندلاع حريق في منطقة أستراخان الروسية، وأدى إلى تعليق الرحلات الجوية في عدة مطارات.
وقال حاكم منطقة أستراخان في جنوب روسيا، إيغور بابوشكين، عبر تطبيق تليغرام: "حاولت القوات المسلحة الأوكرانية تنفيذ هجوم بطائرات مسيرة على أهداف تقع بالمنطقة، بما في ذلك منشآت الوقود والطاقة".
وأكد مراقبون أن محاولة أوكرانيا تكثيف هجماتها الجوية على المواقع الاستراتيجية الروسية، تعتبر هي الأخيرة من زيلينكسي للهروب من مسؤولية تدمير بلاده، بسبب استمرار الحرب دون تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية.
وفي خضم هذه التأكيدات، تساءل المراقبون للحرب الروسية الأوكرانية، عن تداعيات الهجمات الأوكرانية الأخيرة، وتأثيرها على خطة ترامب لوقف الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، الدكتور توفيق حميد، إن مواصلة أوكرانيا ضرب مواقع روسية عبر الطائرات المسيرة لن يغير من المعادلة على أرض الواقع.
وأضاف حميد، لـ"إرم نيوز"، أن كل المعطيات تؤكد أن روسيا نجحت في فرض سياسة الأمر الواقع بالسيطرة على المقاطعات الأربع في الشرق الأوكراني، إضافة إلى قدرتها على مواصلة التقدم على مختلف جبهات القتال.
وأشار إلى أن ترامب يمتلك أدوات الضغط الكافية على أوكرانيا لإجبارها على الجلوس إلى مائدة المفاوضات، أهمها ملف المساعدات.
وأوضح حميد أن محاولات أوكرانيا لاستهداف المواقع الروسية، هي مجرد محاولات لإثبات أنها لا تزال قادرة على شن الهجوم على روسيا، لكن يبدو أن الإدارة الأمريكية تريد تغيير النظام في كييف عبر إطلاق الانتخابات الرئاسية قبل نهاية العام الجاري.
وتابع أن "الجميع ينتظر مكالمة هاتفية بين الرئيسين ترامب وبوتين لإعلان خارطة طريق نحو مفاوضات السلام بين روسيا والدول الغربية".
من جانبه، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حامد فارس، أن إطلاق أوكرانيا للطائرات المسيرة لاستهداف بعض المواقع الروسية يعكس أن الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال مستمرة، ولن تتوقف بعد 24 ساعة، كما وعد ترامب.
ورجح فارس، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن تستمر الحرب لشهور قادمة، خاصة أن اجتماع بروكسل الذي يضم 27 دولة هو اجتماع غير عادي يعقد لأول مرة بعد تنصيب ترامب لتعزيز الأمن الدفاعي للدول الغربية في مواجهة روسيا.
وقال إن ترامب لن يستطيع تجاهل تعزيز الدفاعات الأوروبية، ولا بد من أن يجد صيغة لإرضاء حلفائه الغربيين في أي تسوية سلمية تتعلق بأوكرانيا.
وأوضح فارس أن ترامب يدير السياسة الخارجية لأمريكا بعقلية "رجل الصفقات"، فهو يرى أن الحرب الروسية الغربية على الساحة الأوكرانية لم تؤدِ إلى هزيمة استراتيجية لروسيا كما كان يتمنى الغرب، لذلك فهو يرى أن استمرار الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا يمثل استنزافًا للأموال الأمريكية.
وتوقع فارس حدوث اتصال أو لقاء، قريبًا، بين ترامب وبوتين لوضع تصور لبدء مفاوضات وقف إطلاق النار.