خبراء فرنسيون لـ"إرم نيوز": خلافات اليسار تنذر باقتراب تفككه

رأى خبراء ومحللون سياسيون فرنسيون، أن الخلافات الداخلية بين ائتلاف اليسار، نذير باقتراب تفككه، قبل حتى تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة.

وقال الباحث السياسي الفرنسي في معهد توماس مور الفرنسي جون سيلفستر مونجريني، إنه "مع اقتراب بداية الولاية البرلمانية، لا تزال العقبات الكبيرة المحتملة أمام ائتلاف اليسار تظهر نفسها، بدءًا من التوافق على اختيار رئيس للوزراء اشتراكيا متوافقا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".

وأضاف مونجريني لـ"إرم نيوز" أن "تلك الخلافات قد تؤدي إلى انهيار ائتلاف اليسار أو حتى الحزب الاشتراكي، بما في ذلك الصدام مع حزب "فرنسا الأبية"  اليساري المتطرف الذي يتخذ إجراءات أحادية متهورة"، مشيرًا إلى أن السيناريوهات المشتعلة عديدة.

وبين أنه إذا كان ائتلاف الأحزاب اليسارية لا يزال يدعي النصر في الانتخابات التشريعية، ويطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتعيين لوسي كاستيتس في منصب رئاسة الوزراء؛ فإن هناك العديد من السيناريوهات الخطيرة التي تنذر بحل التحالف قبل حتى تشكيل الحكومة الجديدة.

أما عن المسارات المختلفة المليئة بالخلافات والتي يواجهها ائتلاف اليسار، فقال الباحث السياسي الفرنسي أرنو بينيديتي لـ"إرم نيوز"، إن " قائمة المعارك الداخلية التي سيخوضها اليسار باتت أكثر وضوحا بعض الشيء".

وسيستقبل ماكرون رؤساء الكتل البرلمانية وزعماء الأحزاب الممثلة في البرلمان بالإليزيه، معلنا أنه سيعين رئيساً للوزراء بعد هذه "السلسلة من التشاورات".

وأشار بينيديتي إلى أن التهديد بالعزل الذي لوحت به حركة "فرنسا الأبية" قبل أيام، ضد ماكرون، قد أزعج بشدة شركاءها في الجبهة الشعبية الجديدة لليسار، واستمر الخلاف بين الحزب الاشتراكي، وحزب فرنسا الأبية (يسار متطرف) حول فرضية تعيين الزعيم الاشتراكي ورئيس الوزراء الأسبق برنارد كازينوف في منصب رئاسة الوزراء.

ورأى بينيديتي أنه قبل ثلاثة أيام من بدء المناقشات حول اختيار تشكيل الحكومة الجديدة في الإليزيه، كان بوسع اليسار أن يحلم ببداية سياسية أفضل ولكن قبل أن ينشر زعيم اليسار المتطرف، جون لوك ميلانشون وشخصيات من حركته مقالاً في صحيفة  "لا تريبيون ديمانش" لتهديد ماكرون بالعزل حال عدم الامتثال لمرشحته لوسي كاستيتس".

أما عن الخلاف الثالث، فيرى الباحث السياسي الفرنسي، أن زعيم الاشتراكيين في انتخابات البرلمان الأوروبي، رافائيل جلوكسمان، لديه خلافات عميقة مع حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف؛ إذ صرح بأنه "لم يؤمن قط بالتسوية السحرية للخلافات العميقة للغاية مع اليسار المتطرف داخل الجبهة الشعبية الجديدة لليسار، ولا يمكن أن تكون إلا وحدة للعمل الانتخابي ضد اليمين المتطرف".

وقال جلوكسمان: "نحن مرعوبون من أن نعتبر غير أنقياء إذا تفاوضنا على حلول وسط. ولكن لماذا تلعب السياسة إذا كان ذلك يعني الحكم على نفسك بالعجز؟". 

وعاد الباحث السياسي الفرنسي، أرنو بينيديتي، تعليقاً على تصريحات الزعيم الاشتراكي، قائلا إن جلوكسمان يريد فك الارتباط باليسار المتطرف وكذلك بالتحالف مع المعسكر الرئاسي.

كما تحدثت مرشحة الجبهة الشعبية الجديدة، لوسي كاستيتس، في الأيام الأخيرة عن حاجة تحالف اليسار إلى البحث عن "اتفاقات"، في ظل غياب الأغلبية المطلقة في الجمعية لتنفيذ برنامجه.