متحدث الجيش: اعتراض الصاروخ الحوثي جاء قبل أن يخترق الأجواء الإسرائيلية
لقي 78 عاملًا في منجم غير قانوني مصرعهم، وتم إنقاذ 246 آخرين بعد أشهر من المعاناة تحت الأرض في منجم مهجور بمنطقة ستيلفونتين، على بعد 140 كيلومترًا جنوب غربي جوهانسبرغ.
وذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، أن الأزمة بدأت في أغسطس 2023، عندما أطلقت السلطات عملية "فالا أومغودي" لإغلاق المناجم غير القانونية، لكن الإجراءات القمعية أدت إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة.
أزمة إنسانية حادة في أعماق الأرض
وأوضحت الصحيفة أن صور الناجين من عمال المناجم، الهزيلين والمنهكين بعد شهور من الجوع والعطش في أنفاق تصل إلى عمق كيلومترين، هزت الرأي العام في جنوب أفريقيا.
وأشارت إلى أن هؤلاء العمال، المعروفين باسم "زاما زاما"، ينحدرون في غالبيتهم من دول فقيرة مثل ليسوتو وزيمبابوي ومالاوي، ويخاطرون بحياتهم بحثًا عن الذهب في مواقع مهجورة منذ عام 2014.
وأكدت الصحيفة أنه على مدار 3 أشهر، ظلت عمليات الإنقاذ تُخرج الأحياء والجثث من المنجم. وبدورهم، أفاد شهود بأن الناجين تحدثوا عن معاناة شديدة، شملت نقصًا حادًا في الغذاء وصراعات عنيفة من أجل البقاء.
خطوة لا إنسانية
وأضافت الصحيفة أن السلطات قطعت خطوط الإمداد عن العمال المحاصرين في أكتوبر الماضي في محاولة لوقف التعدين غير القانوني، معتقدة أن ذلك سيجبرهم على الصعود، إلا أن هذه الخطوة، التي وصفتها منظمات حقوقية بـ"اللا إنسانية"، أدت إلى سقوط العديد من القتلى.
وتابعت الصحيفة أنه بينما كانت السلطات تشير إلى العمال بوصفهم "مجرمين"، أشار نشطاء إلى أن غالبية المحاصرين لم يتمكنوا من الصعود بسبب الإنهاك الجسدي.
من جانبه، قال مزوكيسي جام، ممثل المجتمع المدني: "لم تكن هناك مقاومة"، وأضاف أن "العمال لم يستطيعوا الخروج بسبب الإرهاق، وليس لأنهم رفضوا ذلك".
أبعاد سياسية واجتماعية للأزمة
وأثارت تصريحات المسؤولين الحكوميين، التي قللت من أهمية معاناة العمال ووصفتهم بـ"المجرمين"، غضبًا شعبيًا واسعًا، وقارن بعضهم الأزمة بمجزرة ماريكانا عام 2012، حين أطلقت الشرطة النار على عمال مناجم مضربين، ما أسفر عن قتل 35 شخصًا.
وأكدت الصحيفة أنه في الوقت نفسه، تصاعدت المخاوف من أن تكون القرارات التي اتخذتها الحكومة ذات أبعاد كراهية للأجانب، لا سيما أن غالبية عمال "زاما زاما" من المهاجرين غير الشرعيين.
مطالب بالإصلاح والمساءلة
وقالت الصحيفة إن نشطاء ومنظمات حقوقية دعوا إلى تحقيق مستقل لكشف ملابسات الكارثة ومحاسبة المسؤولين عنها. كما طالبوا بإيجاد حلول مستدامة، مثل تقنين التعدين الحرفي لعمال المناجم الفقراء.
وقال مزوكيسي جام: "هذه المأساة تعكس فشلًا عميقًا في إدارة قطاع التعدين وأزمات الفقر والبطالة". وأكد أنه "لا يمكن تجاهل معاناة هؤلاء العمال الذين يخاطرون بحياتهم من أجل البقاء".
وختمت الصحيفة بأن هذه الكارثة تُعد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدتها جنوب أفريقيا في السنوات الأخيرة، تاركة البلاد أمام تساؤلات مصيرية حول مستقبلها الاقتصادي والاجتماعي.
