بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد، زيارة رسمية إلى ألمانيا، تستمر ثلاثة أيام، هي الأولى من نوعها لرئيس فرنسي إلى برلين منذ 24 عاما.
وتأتي الزيارة التي تتضمن عدة محطات واجتماعات بين وفدين حكوميين من البلدين، قبل أسبوعين من إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي، وسط مساعٍ من أكبر قوتين في الاتحاد لإظهار الوحدة والتقارب قبل هذا الموعد الانتخابي.
وتمثل ألمانيا وفرنسا الدولتيْن الأكثر ثقلا في البرلمان الأوروبي، وتستأثر الأولى بـ 96 مقعدا، بينما يمثل فرنسا 86 نائبا في هذا البرلمان.
وزيارة ماكرون التي تشمل العاصمة الألمانية برلين ومدينة دريسدن في الشرق ومونستر في الغرب هي الأولى الرسمية التي يقوم بها رئيس فرنسي إلى ألمانيا منذ زيارة الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك عام 2000.
وتحظى الزيارة بمتابعة واهتمام باعتبارها دلالة على سلامة العلاقات الألمانية الفرنسية التي تحرك عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه فيه أوروبا تحديات كبرى منها حرب أوكرانيا واحتمالات فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية في انتخابات نوفمبر المقبل.
وقد تكون الزيارة بداية صفحة جديدة في العلاقة بين "عملاقي الاتحاد الأوروبي"، التي شهدت توترا في السنوات الماضية على خلفية جملة من الملفات الإقليمية والدولية.
ويختلف ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس في أسلوب القيادة إلى حد كبير، وتصادما علنا حول قضايا منها الدفاع والطاقة النووية منذ أن تولى شولتس منصبه في أواخر 2021.
ومن بين نقاط الخلاف بين فرنسا وألمانيا مسألة الدفاع الأوروبي، خاصة إذا فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، ويقول خبراء في مجال الدفاع إن إمكانية توقع خطوات ترامب كحليف يمكن الاعتماد عليه أقل مقارنة بمنافسه مرشح الحزب الديمقراطي الرئيس جو بايدن.
لكن ماكرون وشولتس يواجهان تحديا مشتركا يتمثل في الصعود اللافت لليمين المتطرف في البلدين، عشية انتخابات البرلمان الأوروبي.
وبحسب متابعين تتمثل المحطة الأكثر أهمية في الزيارة في اجتماع لحكومتي البلدين يوم الثلاثاء في ميسبرج بالقرب من برلين، حيث يناقش وفدا البلدين إيجاد أرضية مشتركة بشأن قضيتين رئيسيتين وهما الدفاع والقدرة التنافسية.