خبراء: إنشاء روسيا هيئة بحرية عليا خطوة مُقلقة لـ"الناتو"

 اعتبر خبراء أن إنشاء روسيا هيئة قيادية بحرية عليا لضمان حماية مصالحها في المياه الدولية، هي خطوة مُقلقة لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

ووقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أخيرًا مرسومًا بإنشاء الهيئة البحرية العليا، إضافة إلى تطوير الطريق البحري الشمالي، باعتباره طريق النقل الوطني لروسيا الاتحادية، وهو ما أثار مخاوف العديد من الدول الأوروبية.

وأشار الخبراء في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن الخطوة الروسية تأتي ردًا على خطط "الناتو"، التي كشف عنها خلال قمّته، التي استضافتها العاصمة الأمريكية واشنطن، أخيرًا.

وأكدت "قمّة واشنطن"، أهمية التحرك السريع لزيادة الوجود العسكري لدول الحلف داخل البحر الأسود، وذلك لمواجهة التهديدات، التي تتعرض لها الدول أعضاؤه وتحديدًا بعد زيادة النفوذ الروسي مع الدول الآسيوية بداية من مطلع العام الجاري.

قوة بحرية عُظمى

ورأى أستاذ العلاقات الدولية الدكتور جمال السيد، أن القرار الروسي أفسد خطط "الناتو" بإنشاء تحالف دولي لزيادة الوجود الغربي داخل البحر الأسود، مبينًا أن "هذا التحدي الروسي أثار مخاوف الحلف من تزايد النفوذ الروسي في البحر الأسود وتحديدًا بعد قيام الأخير بالمناورات البحرية الأخيرة مع كوريا الشمالية".

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن الهيئة البحرية الروسية تهدف إلى حماية مصالح موسكو من الهجمات المحتملة في المياه الدولية، وتنفيذ كافة الأنشطة البحرية العسكرية الروسية مع حلفائها وخاصة الآسيويين الفترة المقبلة".

وبيّن الدكتور السيد أن الهيئة تهدف أيضًا إلى "حماية الممر البحري الشمالي الروسي باعتباره الطريق الرئيسي للنقل الوطني لروسيا الاتحادية خوفا من تعرضه للسيطرة عليه من قبل حلف الناتو التي كانت ترغب وما زالت حتى بعد هذه الخطوة الروسية في زيادة أعداد أسطولها البحري في البحر الأسود.

وأشار إلى أن الخطوة الروسية قد تُعيد هيبة الاتحاد السوفيتي، وتُصبح القوة البحرية العظمى، وهو ما لا يسمح به "الناتو"، الذي يسعى جاهدًا لكسر هيبة الدب الروسي في البحر الأسود بدعم أمريكي، الأمر الذي ظهر جليا منذُ اللحظات الأولى للحرب الروسية الأوكرانية.

تهديد فعلي

بدوره قال المحلل السياسي والخبير في الشأن الروسي، محمود الأفندي، إن إنشاء الهيئة البحرية الروسية وإن تأخرت، إلا أنها أصبحت تهدد بالفعل الخطط الأمريكية، التي تعتزم من خلالها إنشاء مواقع استراتيجية بالبحر الأسود لنقل الأسلحة إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى خطط "الناتو" لزيادة الوجود العسكري البحري في الكثير من دوله لمواجهة التحديات الروسية.

 وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن الروسي بوتين لن يقف مكتوف الأيدي أمام التهديدات الغربية والأوكرانية، متوقعًا فور الانتهاء من تنفيذ الهيئة سيتم إجراء العديد من التدريبات والمناورات البحرية العسكرية مع الكثير من الدول وخاصة كوريا الشمالية والصين حليفتَي موسكو.

ورجح الأفندي، قيام "الناتو" بخطوات أسرع من موسكو لتعزيز وجوده في كافة دول البحر الأسود خلال الأسابيع المقبلة، رغم أن روسيا تعتبر ثاني أضخم قوة بحرية في العالم بما تمتلك من حوالي 600 قطعة بحرية مختلفة الأسلحة، وهو ما تعجز عن مواجهته دول "الناتو" حال رفع أمريكا يدها عن الإنفاق الدفاعي عن "الناتو" حال وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجددا.