حزب الله: قصفنا مصنع المواد المتفجرة جنوب مدينة حيفا برشقة من الصواريخ

logo
العالم

كتاب "الحرب".. قنبلة سياسية تشعل السباق الانتخابي الأمريكي

كتاب "الحرب".. قنبلة سياسية تشعل السباق الانتخابي الأمريكي
ترامب وبايدن في مناسبة جمعتهما بذكرى 11 سبتمبرالمصدر: رويترز
09 أكتوبر 2024، 12:45 م

قطعاً، ليس ذلك هو الخبر السعيد الذي يتمنى رجال السياسة والمرشحون لانتخابات الرئاسة سماعه في هذا التوقيت تحديداً، وذلك قبل أقل من ثلاثين يوماً من موعد انتخابات الرئاسة المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل، ذلك لأن كتاب "الحرب" للصحفي الاستقصائي الأمريكي "بوب وودوارد" جاء ليضيف المزيد من المتاعب على أكتاف رموز العاصمة واشنطن.

يقدم الكتاب تفاصيل دقيقة لأحاديث ما وراء الجدران، وخفايا تتصل بأيام الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب في البيت الأبيض وما بعدها، وتفاصيل أخرى تتعلق بالرئيس جو بايدن وعلاقته ونائبته كامالا هاريس، إضافة إلى أحاديث عن علاقة بايدن المتوترة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب في غزة، والسلسلة الطويلة من الاتصالات التي جمعت بين الرجلين ضمن مساعي بايدن لتحقيق إنجاز في أزمة الشرق الأوسط.. 

هذا إضافة إلى تلك الأحاديث المرتبطة بالدائرة الضيقة المحيطة بمراكز القرار، ومنها السيناتور البارز في مجلس الشيوخ الجمهوري لينزي جراهام، وعلاقته بترامب في جانب، وشركاء الولايات المتحدة في المنطقة في الجانب الآخر.

7cb8861e-6301-4a3f-9819-5a7ee0df4c08

"وودوارد"، الذي عُرف في سماء واشنطن منذ عام 1974، عندما أطلق فضيحة "ووترغيت" بالشراكة مع الصحفي الاستقصائي الآخر "كارل بريستين"، والتي أدت إلى استقالة الرئيس نيكسون وقتها.. ومنذ ذلك الحين، ظل هذا الصحفي عنواناً لخبايا البيت الأبيض، سواء من خلال تلك الأحاديث الضيقة التي جمعته بالرؤساء الأمريكيين السابقين جورج بوش ومن بعده دونالد ترامب، خلال فترة رئاسته الأولى والتي أصدر خلالها كتابه الذي أثار لغطاً سياسياً وقانونياً، بسبب إنكار ترامب لمقاطع صدرت عنه في كتاب "الغضب" الذي أصدره "وودوارد" حينذاك.

يقول وودوارد، في هذا الكتاب، إن ترامب وخلال أزمةكورونا أرسل شحنة خاصة من معدات الفحص المخصصة لفيروس كورونا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تعاني من نقص شديد في هذه المعدات، ومع ذلك فإن بوتين عندما طلب، بحسب رواية الكاتب، من ترامب أن يتريث، لأن هذا الأمر سوف يثير الغضب في واشنطن ضد ترامب، رد الأخير بأنه لا يهتم لذلك.

يقول "وودوارد" إن ترامب لم يكتف بذلك، بل أبقى على اتصالاته بالرئيس الروسي بعد مغادرته البيت الأبيض، وأنه أجرى سبعة اتصالات هاتفية ببوتين، بعضها كانت في حضور المرافق الشخصي الذي طلب منه ترامب الابتعاد عن مكتبه حتى يستطيع الحديث إلى بوتين براحة أكثر، وهو أمر أكده المرافق غير المسمى في رواية الكاتب.

هذه الرواية التي وردت في كتاب "الحرب" نفتها حملة ترامب وقالت عنها إنها روايات مختلقة لرجل مجنون فاقد للتوازن، وهذا كما هو ظاهر أنه رد فعل غاضب من جانب حملة الرئيس السابق لما يمكن أن يثيره الكتاب المترقب صدوره في الخامس عشر من أكتوبر الحالي؛ أي قبل ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات من متاعب لترامب وفريقه، وهو الأمر الذي لا يخدم بأي صورة من الصور صالح المرشح الجمهوري بحسابات انتخابية بحتة في شهر أكتوبر، الذي يوصف عادة بشهر المفاجآت السياسية.

73ec579f-77ee-4243-a5cd-392bcfd4da65

كتاب "الحرب" جاء أيضاً بالحديث عن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس عندما ذكر أنه لا دور لها في رسم السياسة الخارجية للرئيس بايدن خلال وجودها في البيت الأبيض، مضيفا أنه بالكاد يذكر لها دورا في رسم هذه السياسات، وهو ما قد يحمل إشارات انتخابية سلبية أخرى عن نوعية الإضافة التي قدمتها هاريس، من خلال منصبها كنائبة للرئيس جو بايدن، وهو النقطة التي يهاجمها فيها الجمهوريون بقوة منذ إعلانها مرشحة رسمية للحزب الديمقراطي، ويصفونها بأنها كانت عاجزة على تقديم أي إضافة في البيت الأبيض، رغم وجودها هناك لما يقارب الأربع سنوات.

بايدن هو الآخر كشف الكتاب عن استيائه العميق من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكيف غضب هذا الأخير في عدة مناسبات من نتنياهو، واصفاً إياه ومجموع أعضاء حكومته اليمينية بالكاذبين، وقال إن ثمانية عشر من بين التسعة عشر أعضاء في هذه الحكومة يكذبون.

يقدم الكاتب تفاصيل أخرى عن تلك المحادثات الهاتفية بين الرجلين عقب مقتل إسماعيل هنية في طهران، عندما قال بايدن " بيبي.. ما هذا بحق الجحيم؟"، تعليقاً منه على مقتل هنية في طهران، ليرد نتنياهو على بايدن بالقول: "هذا هنية.. أحد كبار الإرهابيين.. رجل فظيع، رأينا أن الفرصة لاحت أمامنا وقمنا باستغلالها"..

وتكرر الأمر في مناسبات أخرى قال فيها بايدن لنتنياهو عندما أصر المسؤول الإسرائيلي على اقتحام رفح في أبريل الماضي، أنك لا تملك أي إستراتيجية عندما سأله: ما هي إستراتيجيته في غزة؟ كما قال بايدن لمستشاريه في مايو الماضي أوصافاً قاسية في حق نتنياهو، وفي مناسبة أخرى، قال لمستشاريه إن إستراتيجية نتنياهو الوحيدة هي خدمة نفسه، وأنه لا يهتم لأمر حماس.

هاريس وفي تعليقها عما ورد في الكتاب بخصوص منافسها الجمهوري ترامب تقول "إن ترامب خضع للتلاعب خلال كارثة صحية شهدت وفاة مئات الأمريكيين"، مضيفة "أن الجميع كان يسعى في ذلك الوقت للحصول على عدة الاختبار، فيما يقوم الرئيس الأميركي وقتها بارسالها إلى روسيا إلى ديكتاتور قاتل لاستخدامه الشخصي".

 العارفون بواشنطن يدركون جيدا أن هذا المحتوى في هذا الكتاب الذي اختار له صاحبه عنوان "الحرب"، ولكن التوقيت سوف يجعل من مضمونه مادة انتخابية دسمة خلال الفترة المتبقية من عمر الحملة الانتخابية في أسابيعها الأخيرة. 

المرشح ترامب لايزال يواجه اتهامات علنية من قبل الديمقراطيين عن علاقته بالرئيس الروسي وإعجابه الديكتاتوريين في دول أخرى ومنها رسالة الحب كما توصف التي كان قد أرسلها إلى رئيس كوريا الشمالية عندما كان في البيت الأبيض، وكذلك حديثه بإعجاب عن ممارسات الديكتاتوريين وهو الأمر الذي تكرره المرشحة الديمقراطية هاريس في كل مناسبة عندما يتعلق بالحديث عن مخاطر عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض مرة أخرى. 

3aeed0d0-715b-4e23-998b-6e551d0bee6c

هناك إضافة أخرى يوردها الكاتب في هذا السياق عندما ينقل رواية العضو الجمهوري البارز لينزي غراهام عن زيارته لمنتجع "مرالاغو" بولاية فلوريدا الذي يقيم فيه ترامب وقال عن زيارته لهذا المنتجع إن الأمر يشبه قليلا زيارة إلى كوريا الشمالية، حيث إن الجميع يصفق في كل مرة يدخل فيها ترامب محملا محيط الرئيس السابق الترويج للرواية المغلوطة بشأن تزوير انتخابات العام 2020. 

الكتاب الجديد يضع الجميع هنا في واشنطن في دائرة غير مريحة أمام الرأي العام الأمريكي؛ لأنه يقدم صورة مغايرة لتلك الصورة التي تظهرها هذه الشخصيات أمام الأمريكيين، حيث إن الرئيس بايدن لم يتوقف عن إعلان دعمه الكامل لرئيس الحكومة الإسرائيلي علنا، لكن ما ظهر صورة مغايرة تماما من خلال تلك الصورة من الخلافات المستمرة بين الرجلين وتلك المحادثات المشحونة بينهما والاختلاف الكامل في وجهات النظر حول تطورات الأحداث في الشرق الاوسط وهاريس تظهر أن لها دورا هامشيا في سياسات إدارة بايدن الخارجية..

فيما يلقي الكتاب بالمزيد من الظلال حول تلك العلاقة التي كانت مثارا للأسئلة الكثيرة هنا في واشنطن حول طبيعة العلاقة التي تجمع بين ترامب وبوتين، وكذلك عن الدائرة الضيقة التي تحيط بالرئيس السابق.

ترامب لم ينتظر طويلاً لينفي جميع الروايات الصادرة في الكتاب، واصفا الصحفي "وودوارد " بالراوي السيئ الذي فقد صوابه تماما. 

ترامب وودوارد كانا تعاونا في عام 20211 في إصدار كتاب خلال وجود الرئيس السابق في البيت الأبيض أسماه الكاتب "الغضب"، وكان عبارة عن سرد للقاءات مشتركة بين الرجلين أو عبر تسجيلات صوتية بينهما، لكن ترامب بعد صدور الكتاب سارع إلى نفي مضمون الكتاب، بل ولجأ إلى رفع دعوى قضائية ضد "وودوارد"، قائلا إن الكاتب لم يحصل على إذنه الشخصي في نشر محتوى المقابلات والتسجيلات التي جمعتهما، وهو الأمر الذي نفاه الكاتب والناشر في وقت لاحق. 

 ثمة فارق كبير بين كتابي "الغضب" و"الحرب"، لأن "الغضب" كان صدر في نهاية ولاية ترامب الرئاسية، لكن "الحرب" هذه المرة يأتي في قلب حملة انتخابية وقبل سبعة وعشرين يوما فقط من موعد الانتخابات وفي وقت حاسم ومملوء بالكثير من الأسئلة بين الناخبين الأمريكيين حول لياقة ترامب لولاية رئاسية ثانية وطبيعة علاقته بالرئيس الروسي التي كانت في صلب محاولة لعزله من الرئاسة من قبل النواب الديمقراطيين خلال ولايته الرئاسية السابقة.

أخبار ذات علاقة

في كتاب يصدر قريبا.. بايدن يصف نتنياهو بالـ"كاذب"

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC