البنتاغون: وزير الدفاع الأمريكي يأمر بإرسال عتاد جوي لتعزيز الوضع العسكري بالشرق الأوسط

logo
العالم

إدارة مؤقتة وانتخابات تحت الوصاية.. هل يرسم بوتين مستقبل أوكرانيا؟

إدارة مؤقتة وانتخابات تحت الوصاية.. هل يرسم بوتين مستقبل أوكرانيا؟
فوهة مدفع وعلم أوكرانياالمصدر: (أ ف ب)
29 مارس 2025، 3:51 م

في تطور جديد يُضاف إلى تعقيدات الأزمة الأوكرانية، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنشاء إدارة مؤقتة في  أوكرانيا تحت إشراف الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية، بهدف تنظيم انتخابات ديمقراطية، وتشكيل حكومة جديدة يمكنها التفاوض على اتفاق سلام .

من جانبه، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الاقتراح، معتبراً إياه محاولة لتقويض سيادة أوكرانيا، وتأجيل إنهاء الحرب.

 وأشار زيلينسكي إلى أن مثل هذه الخطوات تُعد تدخلاً خارجياً في شؤون بلاده الداخلية، مؤكداً أن مستقبل أوكرانيا يجب أن يُحدد من قبل شعبها دون وصاية خارجية.

أخبار ذات علاقة

إدارة مؤقتة برعاية أممية.. بوتين يطرح مبادرة بشأن أوكرانيا

تحفظات وشكوك

على الصعيد الدولي، أبدت الولايات المتحدة تحفظها على الاقتراح الروسي، مؤكدة أن نظام الحكم في أوكرانيا يُحدد فقط وفقاً لدستورها، وإرادة شعبها.

كما أعربت دول أوروبية عن شكوكها في جدية هذا الاقتراح، مشيرة إلى أنه لم يتم التشاور بشأنه مع الجهات المعنية، مما يثير تساؤلات حول نوايا موسكو الحقيقية.

ويُظهر الاقتراح الروسي استمرار التعقيدات في مسار البحث عن تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، ففي حين تدّعي موسكو أن الهدف هو تمهيد الطريق لإجراء انتخابات ديمقراطية، وتشكيل حكومة شرعية، ترى كييف وحلفاؤها أن الخطوة تمثل محاولة لفرض وصاية خارجية، وتقويض السيادة الوطنية. 

مع استمرار التوترات وتبادل الاتهامات بين الأطراف المعنية، يبقى مستقبل التسوية السلمية في أوكرانيا غامضاً، خاصة أن الاقتراح الروسي بإقامة إدارة مؤقتة يضيف بُعداً جديداً للنقاشات، ويستدعي مزيداً من الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل يضمن الاستقرار، ويحترم السيادة الوطنية.

شرعية القيادة الأوكرانية 

وأجمع الخبراء على أن اقتراح بوتين بإدارة مؤقتة لأوكرانيا يعكس عدم اعتراف موسكو بشرعية القيادة الأوكرانية الحالية، ويهدف للضغط على الغرب لإعادة تشكيل السلطة في كييف كجزء من أي تسوية سياسية.

أخبار ذات علاقة

"معاناة مروعة".. الأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا

ويُشير الخبراء، إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ترى أن مثل هذا الاقتراح غير واقعي، ويتعارض مع سيادة أوكرانيا، مما يضع المفاوضات أمام تحديات معقدة.

ويؤكد الخبراء، أن استمرار زيلينسكي في السلطة قد يعني استمرار الفوضى العسكرية والسياسية، خاصة مع تصاعد الخلافات داخل القيادة الأوكرانية نفسها، وهو ما قد يدفع القوى الكبرى إلى إعادة النظر في مستقبل الحكم في أوكرانيا ضمن إطار تسوية شاملة للصراع.

في هذا السياق، قال رامي القليوبي، الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن اقتراح بوتين يُعد في جوهره رسالة سياسية أكثر منه إجراءً عملياً، نظراً لأن أوكرانيا تُدار فعلياً عبر قرارات بروكسل وواشنطن فيما يتعلق بسياستها الخارجية، مما يجعلها دولة منقوصة السيادة.

تحكم غربي وعرقلة للتسوية

وأضاف القليوبي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن أوكرانيا تتحرك وفق إرادة القوى الغربية والولايات المتحدة، لكن هناك خلافات داخلية بين الدول الغربية حول كيفية إنهاء النزاع. 

وأشار إلى أن بعض هذه الدول ترى أن تفرد الولايات المتحدة بالحوار المباشر مع موسكو يشكل تجاوزاً لدورها، مما يدفعها لعرقلة الجهود الرامية لتحقيق تسوية حقيقية.

على الجانب الآخر، يرى د. نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، أن التفاؤل ساد في البداية بعد بدء المفاوضات الروسية-الأمريكية، خاصة بعد التوصل إلى هدنة تضمنت وقف استهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا وروسيا، وضمان حرية الملاحة في البحر الأسود، إلى جانب تسهيل وصول المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.

ضغوط أوروبية ورفض أوكراني 

لكن، بحسب بوش، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" تواجه هذه الاتفاقات تحديات كبيرة، حيث تُمارس ضغوط أوروبية على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمنعه من الموافقة على أي تسويات.

وأضاف أن أوكرانيا لم تلتزم ببنود الهدنة، حيث استهدفت منشآت الطاقة الروسية، مما يعكس حالة من الفوضى في القيادة السياسية والعسكرية لكييف.

وأشار بوش إلى أن زيلينسكي لم يعد رئيساً شرعياً بعد انتهاء ولايته دون إجراء انتخابات جديدة، وهو ما استغلته موسكو لدفع فكرة الإدارة المؤقتة كبديل يمهد لإجراء انتخابات شرعية جديدة.

وأكد أن روسيا أوضحت للولايات المتحدة أن التفاوض مع زيلينسكي لم يعد خياراً مطروحاً.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات