يطور فريق من العلماء غرسة لتحفيز الدماغ عندما يكتشف الروائح من حوله، وبالتالي يمكنها إعادة حاسة الشم للأشخاص الذين فقدوها لأسباب مختلفة.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الغرسة الجديدة التي يطورها العلماء تشبه تلك المستخدمة حالياً لتحسين السمع لدى بعض المرضى.
وبمنح ذلك الابتكار العلماء أملاً قريباً بالقدرة على إعادة حاسة الشم لمن فقدها، سواء بسبب كورونا أو جراء إصابة دماغية أو عملية جراحية.
وتعتبر الغرسة حالياً نموذجاً أولياً، ولكن إذا نجح الابتكار، فقد يمنح الأمل للملايين، حيث تقدر الأرقام أن ما يصل إلى 5% من الناس في جميع أنحاء العالم يعانون من حالات الضعف والإنهاك.
ويعمل العلماء في جامعة فرجينيا كومنولث (VCU) حاليًا على الجهاز الثوري، الذي يعتمد على غرسة قوقعة صناعية تستخدم لتحسين السمع.
ويحدث فقدان حاسة الشم، المعروف باسم anosmia، عندما تتلف الأعصاب الموجودة في البصيلة الشمية، ما يعني أنها لم تعد تنقل معلومات الرائحة إلى الدماغ.
ولسنوات عديدة، واجه علماء الفسيولوجيا العصبية صعوبة في المرضى الذين يفقدون حاسة التذوق والشم بسبب تعقيد نظام العصب الشمي.
وعلى أمل تقديم حل، عمل عالم الفسيولوجيا العصبية البروفيسور ريتشارد كوستانزو وزملاؤه في مختبر أبحاث الشم والتذوق في جامعة فرجينيا كومنولث، على تطوير نموذج أولي لجهاز يمكنه استعادة وظائف حاسة الشم التالفة.
وقال البروفيسور كوستانزو: "على مدى العقدين أو الثلاثة عقود الماضية، كنت أجد طريقة لاستعادة حاسة الشم".
وأضاف: "منذ خمس إلى عشر سنوات، كانت لدي فكرة أنه يمكننا تجاوز تلف العصب الشمي، كما هو الحال في زراعة قوقعة الأذن التي تحفز أجزاء من الدماغ، لاستعادة إدراك الرائحة - لذا فإن الأشخاص الذين يعانون ستكون لديهم طريقة ما لاستعادتها.
وبعد أن التقى البروفيسور كوستانزو وزميله، جراح زراعة القوقعة الدكتور دانيال كويلو، مع متبرع ثري، أدى ذلك إلى تشكيل شركة Sensory Restoration Technologies.
وكان المتبرع هو سكوت مورهيد، الذي تعرض لإصابة دماغية وفقدان حاسة الشم في حادث تزلج، حيث سقط في ممر منزله في إنديانا، بينما كان يعلم ابنه ماسون، البالغ من العمر 6 سنوات، كيفية التزلج، ما أدى إلى إصابته بارتجاج في المخ ونزيف داخلي، وقُطع اتصال الأعصاب الشمية في أنفه بدماغه.
وساعد الدعم المالي المقدم من مورهيد، الرئيس التنفيذي لمتجر The Cellular Connection، أكبر متاجر التجزئة التابعة لشركة "فيريزون" للاتصالات في الولايات المتحدة، العلماء على إنتاج نظام غرس الشم (OIS) - وهو نموذج أولي لجهاز تحفيز الدماغ مصمم لاستعادة حاسة الشم لدى الشخص.
وقال البروفيسور كوستانزو: "لقد حصلنا على براءة اختراع لفكرة حول كيفية إنشاء مجموعة من المستشعرات التي من شأنها إنشاء بصمة للرائحة، بحيث يكون للكمبيوتر رمز محدد لكل رائحة".
وتابع: "يمكنك تدريب هذا الجهاز على روائح مختلفة للحصول على بصمات أصابع فريدة لتلك الروائح".
ولمعرفة مكان وضع الزرع في الدماغ، قام الباحثون بدعم دراسة مراقبة الصرع على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لتحفيز المرضى الذين يعانون من روائح مختلفة أثناء ملاحظتهم، ومن خلال القيام بذلك، تمكنوا من تحديد أي جزء من الدماغ يتم تحفيزه بوساطة الروائح.
