لماذا لم تتأثر أجهزة "ماك" بانقطاع خدمة الإنترنت العالمية؟

أكدت شركة "مايكروسوفت"، أن خطأ برمجياً من شركة الأمن السيبراني العالمية "كراود سترايك"، أثر على 8.5 مليون جهاز يعمل بنظام "ويندوز"، لكن لم يواجه أي من مستخدمي أجهزة "ماك" من شركة "أبل" الأمريكية أي مشكلات.

وأدى الخطأ البرمجي، الذي جاء نتيجة تحديث مؤخراً، إلى انقطاع خدمة الإنترنت العالمية، كان الأكبر منذُ عقود، ما تسبب في ضرر شركات الطيران والرعاية الصحية وتجارة التجزئة وغيرها من الشركات.

أضرار بالمليارات

وكان من المفترض أن تساعد شركة "كراود سترايك" في منع الهجمات الإلكترونية الكبرى على الأنظمة، لكن خطأها كلف الصناعة المليارات، رغم أن لدّى "مايكروسوفت"  منتج يُسمى "Falcon"، ويعمل كحارس يقظ داخل جهاز الحاسوب.

 

ويراقب "Falcon" باستمرار أي نشاط مشبوه، وعندما يكتشف التهديدات المحتملة، فإنه يرسل معلومات إلى مركز القيادة السحابية الخاص بشركة "كراود سترايك" للتحليل والاستجابة.

أجهزة ماك

ويُعتبر اعتماد "مايكروسوفت"، التي تبلغ قيمتها السوقية أكثر من تريليون دولار، على موردين خارجيين لتطوير تحديثات البرامج، السبب بتأثر أجهزة "ويندوز"، ما يدعو الشركة لإعادة تنظيم هيكلها وإنشاء قوة أمنية يمكنها التعامل مع هذه المهام داخل الشركة.

 

 

 

في حين أدى جود آلية أمان خاصة بشركة "أبل" إلى حماية أجهزة "ماك"، من تحديث شركة "كراود سترايك"، إذا أن "أبل" لا تقوم بتلزيم تحديثات برامجها لجهات خارجية، بل تقوم بها ضمن فريق متخصص داخل الشركة.

مصدر قلّق

ومن المرجح أن تفقد "كراود سترايك" الكثير من العملاء لتجنب حدوث هذه الأخطاء في المستقبل، رغم أن الرئيس التنفيذي للشركة أكد أن الحادث لم يكن له علاقة بالأمن أو الهجوم الإلكتروني.

 

ورغم تأكيد "كراود سترايك" أنها أصلحت المشكلة لتشغيل الأنظمة، إلا أن الجدول الزمني الفعلي لإعادة الجميع إلى الإنترنت سيستغرق بعض الوقت حتى تعود الأنظمة إلى وضعها الطبيعي، وهو ما يُشكل مصدر قلق كبير.

وتُظهر مثل هذه الأحداث أيضًا أهمية الاستثمار في بنية تحتية قوية لتكنولوجيا المعلومات والحصول على قوة عاملة ماهرة لمساعدة الشركات على العودة إلى الحياة الطبيعية دون خسارة الكثير من أوقات التوقف عن العمل.