هل تضيف أبل ميزة مراقبة سكر الدم إلى ساعتها الذكية؟

تواصل شركة أبل العمل على تطوير ميزة مراقبة نسبة السكر في الدم، وهي أحد أكثر المشاريع الطموحة التي تعمل عليها الشركة في الوقت الحالي.

وتسعى أبل إلى ابتكار جهاز غير جراحي قادر على قياس مستويات السكر في الدم عبر ساعة أبل؛ ما يوفر بديلاً غير مؤلم للطرق التقليدية التي تتطلب عادةً إجراء وخزات جلدية.

ورغم سنوات من البحث والتطوير، فلا تزال هذه الميزة بعيدة المنال، حيث تواجه أبل تحديات تكنولوجية كبيرة تحول دون إدخالها حيز الاستخدام.

العقبات الرئيسة

وبدأت فكرة تطوير تقنية مراقبة السكر في الدم خلال فترة ستيف جوبز، حين استحوذت أبل على شركة RareLight في عام 2010، وهي شركة ناشئة متخصصة في قياس مستويات السكر في الدم.

ومنذ ذلك الحين، تعمل أبل بسرية تامة على هذا المشروع، مع تقارير تشير إلى أن الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، وبعض كبار المديرين التنفيذيين الآخرين، كانوا منخرطين بشكل وثيق في تطويره.

ويركز مشروع أبل، الذي يُعرف داخليًّا باسم مشروع E5، على استخدام مستشعرات بصرية تقوم بإضاءة الجلد لقياس مستويات الجلوكوز باستخدام التحليل الطيفي.

لكن أحد أكبر التحديات التي تواجهها أبل هو تصغير حجم هذه التقنية بحيث تناسب التصميم المدمج لساعة أبل، بينما تظل دقيقة وموثوقة في الوقت ذاته.

وفقًا للتقارير، فقد خصصت أبل فريقًا من المهندسين للعمل ضمن فريق التصميم الاستكشافي لتحسين هذه التقنية.

وفيما يتعلق بالتحديات التقنية، فقد تعرضت أبل لانتكاسات في الماضي مع مستشعرات تتبع مستوى الأكسجين في الدم وضغط الدم. فقد تم إزالة ميزة قياس مستوى الأكسجين (SpO2) من ساعة أبل بسبب نزاع على براءة اختراع، بينما واجهت ميزة تتبع ضغط الدم صعوبات كبيرة في التطوير.

ورغم هذه الانتكاسات، فإن التحديات التي تواجه أبل في مشروع مراقبة السكر في الدم لا تزال مستمرة؛ ما يجعل من غير المحتمل أن يتم طرح هذه الميزة في الأجهزة الاستهلاكية في الوقت القريب.

مدرب صحي افتراضي

وبينما ستستغرق ميزة مراقبة السكر في الدم وقتًا أطول، تعمل أبل في الوقت نفسه على تطوير مشروع آخر يتوقع أن يصل قريبًا، وهو "مدرب صحي افتراضي" ضمن تطبيق الصحة على أجهزة آيفون. من المتوقع أن يتم طرح هذه الميزة مع تحديث iOS 19 الجديد.

وتحمل هذه الميزة اسم "Project Mulberry"، وتهدف إلى تقديم توصيات صحية مخصصة استنادًا إلى بيانات المستخدم.

وسيحلل النظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي المعلومات المستخلصة من آيفون وساعة أبل وأجهزة تتبع الصحة الأخرى لتقديم رؤى حول معدل ضربات القلب، وأنماط النوم، ومستويات النشاط، والصحة العامة بشكل عام. 

وتماشيًا مع التحول الكبير في تطبيق الصحة، تعمل أبل أيضًا على إضافة ميزة تتبع الطعام إلى التطبيق، وهي ميزة ستتيح للمستخدمين تسجيل وجباتهم وتلقي معلومات غذائية مدعومة بالذكاء الاصطناعي. 

علاوة على ذلك، أفادت التقارير بأن الشركة قد استعانت بخبراء طبيين في مجالات متعددة، مثل: أمراض القلب، وعلوم النوم، والتغذية، وذلك للمساعدة على تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي وضمان دقته.

لكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان مدرب الصحة المدعوم بالذكاء الاصطناعي سيكون جزءًا من خدمة اشتراك مميزة أم سيظل ميزة مجانية.

ورغم التحديات التي تواجهها أبل في تطوير ميزة مراقبة السكر في الدم لساعة أبل، فإن الشركة تسير بخطى ثابتة نحو تحسين صحتها الرقمية عبر تقنيات جديدة، مثل "مدرب الصحة الافتراضي" وميزة تتبع الطعام.

وبينما قد يستغرق مشروع مراقبة السكر في الدم بعض الوقت ليصبح حقيقة، فإن الابتكارات الأخرى قد تكون على الأبواب في القريب العاجل.