الفوضى تضرب أكبر مصنع لهواتف أيفون في العالم

كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز"، اليوم الأحد، أن أكبر مصنع لإنتاج هواتف أيفون في العالم، شهد هذا الأسبوع فوضى عارمة وعمليات نزوح بين العاملين فيه، بسبب تفشي فيروس كورونا.

وذكر التقرير أن مصنع شركة فوكسكون في مدينة "تشنغتشو" وسط الصين، وهو أحد أكبر المجمعات الصناعية، يشهد تطبيق إجراءات وسياسات الغلق الكامل لتطبيق استراتيجية الحكومة الصينية لجائحة كورونا.

ونقلت الصحيفة عن 5 عمال قولهم إن الوضع داخل المصنع في تدهور تدريجي، حيث إن الإعانات الغذائية والعلاجية بدأت في النفاد، إلى جانب بدء عملية الحجر الصحي للعمال داخل المصنع، مما دفع المئات منهم إلى الفرار سيرا على الأقدام خلال نهاية الأسبوع الماضي.

وقال عامل يدعى شيا: "كانت الفوضى تامة في المهاجع، قفزنا على سياج بلاستيكي وسياج معدني للخروج من حرم المصنع".

وعادةً ما يقوم عشرات الآلاف من العمال بتجميع أجهزة "أيفون" في المصنع، الذي تديره الشركة المصنعة التعاقدية فوكسكون، قبل إرسال هواتف أبل الذكية إلى المستهلكين في جميع أنحاء العالم.

وشحن المصنع ما قيمته 32 مليار دولار من الإلكترونيات إلى الخارج وكان ثالث أكبر مصدر للصين في عام 2019، وفقًا لمركز أبحاث مرتبط بوزارة التجارة في البلاد.

ويجتذب مصنع فوكسكون، الواقع في مقاطعة هينان والتي تعد الأكثر ازدحاما بالسكان في الصين، آلاف الشباب من القرى والمدن المجاورة، وذلك في ظل السعي المستمر من جانب مسؤولي الشركة لتوسيع نطاق عمال التجميع من جميع أنحاء الامبراطورية الصينية.

يُذكر أن الناتج الكلي للاقتصاد الصيني يشهد تراجعا كبيرا نتيجة المشاكل التي يواجهها القطاع العقاري في الصين، وكذلك سياسات وإجراءات الغلق الصارمة لمواجهة كورونا.

ورصدت "فاينانشال تايمز" مئات العمال الذين قاموا بمشاركة تجاربهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهروبهم من مصنع فوكسكون.

وقال أحدهم: "لن أعود أبدًا إلى فوكسكون ليس لديهم إنسانية هناك"، لافتاً إلى أنه اضطر مع 4 من أصدقائه لقطع مسافة 200 كيلومتر سيرا على الأقدام للوصول إلى منازلهم.

وأغلقت السلطات الصينية مدينة تشنغتشو، والتي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، جزئيًا بعد اكتشاف العشرات من حالات الإصابة بفيروس كورونا، فعلى عكس بقية العالم، تواصل الصين استخدام عمليات الإغلاق والحجر الصحي الصارمة والاختبارات الجماعية في محاولة للقضاء على الجائحة.

وأعلن مسؤولو المدينة الصينية بأنهم سيبدأون عملية إعادة الموظفين والعمال من مصنع فوكسكون إلى منازلهم بأسلوب "من الباب إلى الباب"، وذلك لتوفير عملية رجوع آمن وصحي، بالإضافة إلى إعلان الشركة أنها ستقوم بتطوير بيئة العمل والمعيشة داخل مصنعها لتناسب من يرغب في البقاء داخل المصنع.

وأشار عمال فوكسكون إاى أن المنطقة المحيطة بالمصنع أغلقت بالكامل منذ أيام، حيث توقفت وسائل المواصلات عن الحركة، إلى جانب الغلق الكامل لشوارعها علاوة على الإجراءات الصارمة المطبقة داخل مصنع فوكسكون في صورة اختبارات يومية لكشف الإصابات الجديدة بكورونا، مع محاولة الحفاظ على استقرار إنتاج هواتف آيفون.