باحثون يكتشفون الدواء الذي يكرر تأثير التمارين على العضلات

يحجم الكثير من البشر عن الاعتراف بذلك، لكن الحياة الحديثة في البلدان المتقدمة باتت أسهل وأكثر راحة مما كانت عليه في أي وقت مضى.

وقد ولّت الأيام التي اضطر فيها البشر إلى الاعتماد على العمل الشاق لإعالة أنفسهم وعائلاتهم، ولكن هذا الجزء بالذات من تطورنا كان له بعض العواقب غير المرغوب فيها المتعلقة بالصحة.

وبحسب تقرير لموقع "أوديتي سنترال"، فإن الغالبية العظمى من الناس لا يمارسون التمارين الرياضية الكافية وهذا يؤثر على عظامهم وعضلاتهم وصحتهم العامة.

ووفق التقرير، تكمن المشكلة في أن الكثير منا لا يريد القيام بالعمل المادي للحفاظ على أجسادنا في حالة جيدة، على الرغم من أننا نعلم أنه يجب علينا ذلك، لكن الخبر السار هو أننا قد لا نضطر إلى ذلك.

ومؤخراً، كشف باحثون في جامعة طوكيو الطبية وطب الأسنان في اليابان أنهم حددوا دواء يكرر فوائد ممارسة التمرينات الرياضية على العضلات والعظام.

وحقيقة أن الخمول الجسدي يسبب هشاشة العضلات والعظام، معروفة منذ فترة، ومع ذلك فإن الحالات المنهكة مثل هشاشة العظام وشيخوخة العضلات "الساركوبينيا" أكثر انتشارًا من أي وقت مضى.

ثم هناك الأشخاص الذين ببساطة غير قادرين جسديًا على ممارسة الرياضة، بسبب حالات تهدد الحياة مثل أمراض الأوعية الدموية الدماغية أو طريح الفراش.

ولسوء الحظ، كل هؤلاء الأشخاص معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والسكري بسبب قلة النشاط البدني، وبالتالي الحاجة إلى بديل للتمارين البدنية.

وتمكن الباحثون من تحديد أن تعزيز العضلات والعظام أثناء التمارين البدنية يتزامن مع التغيرات البنائية في كل من العضلات والعظام، وباستخدام نوع جديد من نظام فحص الأدوية تمكنوا من تحديد مركب يكرر التغيرات في العضلات والعظام.

ويؤكد الخبراء أن المركب المسمى "لوكاميدازول" locamidazole أو اختصاراً LAMZ هو إلى حد ما معجزة كيميائية، على حد وصفهم.

ووفقاً لدراسة نُشرت في آب أغسطس في مجلة "نيتشر" الطبية، فإن LAMZ ليس لديه فقط القدرة على تحفيز نمو أرومات العظام المكونة للعظام وخلايا العضلات، ولكن أيضًا منع تكوين خلايا العظام التي تكسر العظام وتؤدي إلى أمراض مزمنة مثل هشاشة العظام.

خلال تجربة اختبار على الفئران، قام الباحثون اليابانيون بإعطاء لوكاميدازول لفئران المختبر مرة واحدة يوميًا، لمدة 14 يومًا، وفي نهاية التجربة، تم اكتشاف الدواء في الدم والعضلات والعظام، مع عدم وجود آثار سلبية يمكن اكتشافها على معايير الدم.

وقال تاكيهيتو أونو المؤلف الرئيسي للدراسة: "يسعدنا أن نجد أن الفئران المعالجة بـ LAMZ أظهرت عرضًا أكبر من ألياف العضلات، وقوة عضلية أكبر، ومعدل أعلى من تكوين العظام، ونشاط ارتعاش العظام السفلي".

يعد ضعف الحركة الناجم عن أمراض مثل هشاشة العظام أحد الأهداف الرئيسية لأدوية مثل LAMZ، ونتائج التجارب الأولية مشجعة للغاية.

ووفقًا لكبير مؤلفي الدراسة توموكي ناكاشيما، فإن إعطاء Locamidazole عن طريق الفم أو عن طريق الحقن تحت الجلد "أدى إلى تحسين عضلات وعظام الفئران ذات الحركة الضعيفة.

وعلى الرغم من أن LAMZ قد لا يمنحك عضلات البطن المحفور التي كنت تحلم بها، إلا أن الباحثين واثقون من أنه يمكن أن يساعد كدواء علاجي للمرضى الذين يعانون من ضعف الحركة، مثل أولئك الذين يعانون من هشاشة العظام وضمور العضلات.