أونروا: انهيار وقف النار بغزة تسبب في نزوح 142 ألف شخص بين 18و23 مارس
تتطور تكنولوجيا الألعاب بسرعة مذهلة، حيث يعيد الواقع الافتراضي والواقع المعزز تعريف كيفية لعب الألعاب. ولكن، كما هو الحال دائمًا في عالم التكنولوجيا، لا يقف التطور عند هذه النقطة، بل يتجه نحو تقنيات جديدة قد تُغير المفاهيم تمامًا.
وهناك عالم جديد من الإمكانيات ينتظرنا في المستقبل، حيث قد تصبح الألعاب الإلكترونية أكثر من مجرد ترفيه، بل تجربة واقعية تدمج بين الذكاء الاصطناعي، وأجهزة استشعار متقدمة، والتحكم الذهني لتقديم عالم من الألعاب لا مثيل له. لذلك سنلقي نظرة على هذه التقنيات، وكيف ستغيّر عالم الألعاب الإلكترونية في المستقبل القريب.
الواقع الافتراضي
بدأ الواقع الافتراضي في تغيير طريقة اللعب من خلال توفير بيئات ثلاثية الأبعاد يشعر اللاعب وكأنه داخلها. فباستخدام نظارات "VR" خاصة، يمكن للاعبين الانتقال إلى عوالم خيالية تُحاكي الواقع؛ ما يوفر تجربة تفاعلية وشخصية. وتطورت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت أخف وزنًا، وأكثر دقة في التتبع، وتقدم رسومات أفضل. كما تم تقليص التأخير بين الحركات والتفاعل؛ ما يساهم في تجربة أكثر سلاسة.
ولمزيد من التجربة الغامرة، أصبحت الألعاب تدعم الآن إمكانيات الرؤية بـ 360 درجة؛ ما يعني أن اللاعبين يمكنهم النظر في أي اتجاه واكتشاف بيئاتهم بشكل كامل. كما تم إضافة أجهزة التحكم التفاعلية التي تتيح للاعبين التحكم في ألعابهم عبر حركة اليدين، والأذرع، وحتى الجسم كاملًا؛ ما يوفر إحساسًا واقعيًا أثناء اللعب.
وبحسب الخبراء، من المتوقع أن يزداد الأداء والتفاعل في الألعاب عبر الواقع الافتراضي مع تطور التقنيات مثل شبكات الجيل الخامس، وربما يشهد المستقبل القريب ظهور ألعاب "VR"، حيث يمكن للاعبين التفاعل مع بيئات تتسم بالواقعية العالية دون الحاجة إلى أجهزة ضخمة.
الواقع المعزز
وعلى عكس الواقع الافتراضي الذي يخلق بيئات وهمية بالكامل، يدمج الواقع المعزز "AR" العناصر الرقمية في العالم الحقيقي والبيئة المحيطة.
فمن خلال الهواتف الذكية أو الأجهزة القابلة للارتداء مثل نظارات "AR"، يمكن للمستخدمين التفاعل مع كائنات افتراضية في عالمهم الفعلي. فالألعاب التي تستخدم "AR" تتيح للاعبين التفاعل مع البيئة المحيطة، مثل اللعب في المنزل أو الأماكن العامة. مثلًا، قد يتمكن اللاعبون من إظهار شخصيات الألعاب على أسطح الطاولات أو جدران، أو حتى في السماء. كما يمكن للألعاب من استخدام المواقع الجغرافية لتوجيه اللاعبين إلى مهام أو تفاعلات تعتمد على أماكن محددة في الواقع.
وبحسب التوقعات ستصبح ألعاب الواقع المعزز أكثر تطورًا بفضل تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. وسنرى ألعابًا تعطي تجارب غامرة في العالم الواقعي باستخدام أدوات أكثر تقدمًا مثل نظارات "AR" التي يمكن أن تجعل الألعاب جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
آفاق مستقبلية جديدة
وبينما يعد الواقع الإفتراضي والمعزز من أكبر الابتكارات الحالية في صناعة الألعاب، فإن هناك العديد من التقنيات المستقبلية التي قد تُعيد تشكيل كيفية تفاعلنا مع الألعاب، ومن بينها:
الذكاء الاصطناعي: سيزيد من تفاعل الشخصيات داخل الألعاب. فبدلًا من أن تكون الشخصيات غير قابلة للتوقع، سيتيح الذكاء الاصطناعي إنشاء عوالم تفاعلية للغاية، حيث تستجيب الشخصيات والأحداث لتصرفات اللاعب بطريقة أكثر واقعية. كذلك، قد يتيح الذكاء الإصطناعي تطوير تجارب مخصصة تمامًا لكل لاعب، حيث تتغير القصة والمهام حسب قرارات الشخص داخل اللعبة.
الألعاب عبر الحواس: يمكن أن تصبح التقنيات الحسية "haptic feedback" أكثر تطورًا، حيث سيشعر اللاعبون بأحاسيس واقعية أثناء اللعب، مثل اللمس أو الضغط أو حتى الشعور بالألم الافتراضي. وستكون هذه التقنيات جزءًا من ملابس أو أذرع تفاعلية.
الألعاب المعتمدة على الدماغ: الواجهات بين الدماغ والحاسوب قد تكون التقنية الأكثر إثارة في المستقبل القريب؛ فباستخدام أجهزة تقرأ إشارات الدماغ، قد يتمكن اللاعبون من التحكم في الألعاب باستخدام أفكارهم فقط؛ ما يُحدث نقلة نوعية في تجربة الألعاب ويزيل الحاجة للأجهزة التقليدية مثل أجهزة التحكم.
