تتحول الأمور من سيئ إلى أسوأ بالنسبة لجيل بلجيكا الذهبي الذي يخوض ربما آخر بطولاته الكبرى في كأس الأمم الأوروبية يورو 2024 المقامة حاليًا في ألمانيا.
حيث خرج كيفين دي بروين قائد الفريق في تصريحات صحفية عقب آخر مباريات دور المجموعات وانتقد بشكل واضح جماهير الفريق وما يصدرونه لهم من ضغط.
وتعادل المنتخب البلجيكي مع أوكرانيا وقرر كيفن دي بروين أن يوجه زملاءه بالذهاب إلى غرف الملابس بدلًا من تحية الجماهير، وهو ما أثار المزيد من السخط تجاه نجم مانشستر سيتي.
ليست أول مرة
عُرف عن كيفن دي بروين أنه لاعب صادق ويقول ما يشعر به بشكل مباشر دون أي محاولات لتجميل الكلمات، وهذه مشكلة كبيرة عندما تكون قائد منتخب بلادك ولاعب كبير في أفضل دوري في العالم.
يفخر النجم البلجيكي بصدقه لكن هذا يتسبب في الكثير من المشاكل، لعل آخرها كان عندما ألقى بقنبلة على جماهير منتخب بلاده في تصريحات قبل كأس العالم الأخيرة في قطر 2022، حيث سُئل إذا ما كان يمكن للمنتخب البلجيكي الفوز باللقب فكان رده صادمًا.
قال دي بروين وقتها: "لا يمكن أن يحدث ذلك، نحن فريق كبير في السن، فرصتنا كانت في 2018، نحن لدينا فريق جيد لكنه يتقدم في العمر وفقدنا بعض العناصر الأساسية".
نبوءة ذاتية التحقق
تحقق ما قاله دي بروين بالفعل، وغادر المنتخب البلجيكي كأس العالم الأخيرة من دور المجموعات، لكن تصريحاته قبل البطولة كانت بمثابة سبب لتقسيم غرف الملابس ووقوع الكثير من المشكلات فيها.
أشارت تقارير عديدة إلى أن الخسارة بهدفين نظيفين في الجولة الأولى من دور المجموعات بقطر ضد المغرب كادت أن تتسبب في شجار كبير بين نجوم الفريق.
وبعد تلك المباراة خرج يان فيرتونخين مدافع الفريق وسخر من تصريحات دي بروين قائلًا: "أظن أن فريقنا لا يهاجم بشكل جيد أيضًا، لأننا في الهجوم لدينا بعض كبار السن".
توابع صعبة في قطر
كانت مغادرة كأس العالم من دور المجموعات في قطر صعبة للغاية على نجوم الفريق الذين قرر بعضهم الاعتزال وفي مقدمتهم إدين هازارد لاعب ريال مدريد وقتها، وتبعه توبي ألدرفيريلد، لكن دي بروين رأى أنه لا يزال يستطيع تقديم الكثير للفريق.
قرر دي بروين الاستمرار نظرًا لرغبته في ذلك وقدوم مدير فني جديد منحه شارة القيادة وقدم له مشروعًا يحمل الكثير من الأسماء الصغيرة.
لكن دي بروين لم يكن في أفضل أحواله مرة أخرى، حيث خرج في تصريحات صحفية وصف فيها الوضع الجديد قائلًا: "ما زلت في حالة من الصدمة، نصف الفريق الذي أعرفه غير موجود الآن، وكل الموجودين الآن يريدون الحصول على فرصة".
هجوم جديد على الجماهير
مؤخرًا وبعد التعادل مع أوكرانيا دون أهداف تلقى دي بروين ونجوم منتخب بلجيكا وابلًا من الانتقادات، بالأخص أن نجم مانشستر سيتي تعمد إهدار الوقت في اللحظات الأخيرة من اللقاء وهو ما أغضب الجماهير بشكل كبير.
وخرج دي بروين بعد اللقاء وهاجم الجماهير مرة أخرى، مؤكدًا أنه لا يمكنهم أن يملوا على اللاعبين ما الذي عليهم فعله.
وقال دي بروين: "أتفهم غضب الجماهير، لكن نحن من يتخذ القرارات في أرض الملعب، لو أرادوا اتخاذ القرارات عليهم أن يعملوا ويلعبوا كرة القدم بأنفسهم".
قائد ثورة اللاعبين
لم يكن دي بروين الوحيد الذي اتخذ موقفًا مناهضًا لصافرات استهجان جماهير بلجيكا، فخرج توماس مونييه ودعم موقفه قائلًا: "أحب الأشخاص مثل دي بروين، هو لاعب صريح ويقول ما يفكر فيه، وقراره بمغادرة الملعب بعد المباراة مباشرة كان صحيحًا".
وأضاف: "كنا نريد أن نقدم التحية للجماهير، لكن إطلاق الصافرات على أمثال روميلو لوكاكو هو أمر غير مفهوم".
ودعمهم أيضًا اللاعب أمادو أونانو وغيره من النجوم، مؤكدين أن صافرات الاستهجان على نجوم الفريق لا تساعد في حين إنهم حققوا المطلوب وصعدوا بالفعل، مشيرين إلى صعوبة البطولة والمنافسة فيها.
