ترامب من على متن الطائرة الرئاسية: المحادثات مع إيران تمضي بشكل جيد
يستعد نادي الهلال السعودي لمواجهة نظيره باختاكور الأوزبكي في دور الـ 16 من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، في مباراة تحمل في طياتها الكثير من الأهمية، وقد تكون بمثابة "مفترق طرق" لموسم الفريق الأزرق بأكمله.
ففي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الهلال مؤخرًا، والإصابات التي تضرب صفوفه، تأتي هذه المواجهة كفرصة لإنقاذ الموسم وتعديل المسار، أو الانزلاق نحو مزيد من التعثرات والإخفاقات.
صحيح أن الورق والتاريخ يصبان في مصلحة الهلال، وأن باختاكور ليس بالخصم المرعب الذي يخشاه الزعيم، إلا أن التجارب الأخيرة للهلال في الدوري المحلي تؤكد أن الاستهانة بأي منافس، مهما بدا ضعيفًا، قد تكون مكلفة للغاية.
فالهلال تعثر بالفعل أمام فرق أقل قوة على الورق، مثل: الخليج وضمك والرياض، وهي التعثرات التي تسببت في اتساع الفارق بينه وبين المتصدر الاتحاد إلى ست نقاط كاملة في جدول ترتيب الدوري، وهو فارق ليس بالهين، وقد يصعب تعويضه فيما تبقى من الموسم.
السبب الأول الذي يجعل مباراة باختاكور "مفترق طرق" هو أنها تأتي في توقيت حاسم من الموسم، فالهلال بحاجة ماسة إلى استعادة الثقة والانتصارات بعد سلسلة النتائج المتذبذبة في الدوري.
الخروج من دوري أبطال آسيا مبكرًا، خاصة أمام منافس، مثل: باختاكور، سيكون بمثابة ضربة قاصمة لطموحات الفريق في الموسم الحالي، وقد يؤدي إلى انهيار معنوي كامل يصعب التعافي منه.
في المقابل، تحقيق الفوز على باختاكور والتأهل إلى الدور ربع النهائي سيكون بمثابة دافع للفريق، وسيعيد إليه الثقة المفقودة، ويعزز من معنويات اللاعبين والجهاز الفني والجماهير.
هذا الانتصار قد يكون نقطة تحول حقيقية، وينطلق بالهلال نحو تحقيق نتائج إيجابية في باقي منافسات الموسم، لذا، فإن هذه المباراة ليست مجرد مباراة في دور الـ 16، بل هي فرصة حقيقية لإنقاذ الموسم وتحديد مصير الفريق.
السبب الثاني يكمن في الظروف الصعبة التي يمر بها الهلال بسبب كثرة الإصابات في صفوفه، فالقائمة تضم أسماء مؤثرة مثل جواو كانسيلو، ورينان لودي، وحسان تمبكتي، وألكسندر ميتروفيتش، وياسر الشهراني، وهي غيابات مؤثرة بكل المقاييس.
مباراة باختاكور ستكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الفريق على تجاوز هذه الأزمة، وإثبات أن لديه البدائل القادرة على تعويض الغيابات وتحقيق الفوز.
إذا تمكن الهلال من تحقيق الفوز في ظل هذه الظروف، فسيكون ذلك دليلًا على قوة شخصية الفريق، وعمق التشكيلة، وروح الجماعة التي يتمتع بها اللاعبون.
هذا الانتصار سيكون رسالة قوية إلى المنافسين، وإلى جماهير الهلال نفسها، بأن الفريق قادر على التغلب على الصعاب، وتحقيق الأهداف المنشودة، مهما كانت التحديات.
أما في حال التعثر، فسيزيد ذلك من الضغوط على الفريق، وقد يؤثر سلبًا في الأداء في المباريات القادمة.
السبب الثالث والأخير، ولكنه لا يقل أهمية، هو ضرورة قطع الطريق على أي مفاجآت محتملة من جانب باختاكور، وتجنب تكرار سيناريو التعثرات أمام الفرق المحلية الأقل تصنيفًا.
صحيح أن باختاكور ليس بالمنافس الذي يجب على الهلال أن يخشاه إلا أن كرة القدم لا تعترف بالمستويات النظرية، وكثيرًا ما شهدت مفاجآت مدوية.
الهلال بحاجة إلى إثبات أنه تعلم من أخطاء الماضي، وأنه قادر على التعامل بجدية واحترافية مع جميع المباريات، بغض النظر عن اسم المنافس أو قوته على الورق.
تحقيق الفوز على باختاكور بمستوى مقنع، والظهور بشخصية الفريق البطل، سيكون بمثابة رسالة طمأنة للجماهير، وتأكيد أن الفريق عاد إلى المسار الصحيح، وقادر على المنافسة بقوة على جميع الألقاب.
أما أي تعثر أو أداء متواضع، فسيعزز المخاوف والقلق لدى الجماهير، وقد يفتح الباب لمزيد من المفاجآت غير السارة في المستقبل.
في الختام، يمكن القول إن مباراة الهلال وباختاكور ليست مجرد مباراة عادية في دوري أبطال آسيا، بل هي "فرصة إنقاذ" حقيقية لموسم الفريق.
الفوز في هذه المباراة يمثل مفترق طرق حاسمًا، قد يقود الهلال نحو استعادة بريقه وتحقيق الأهداف المنشودة، أو يدفعه نحو مزيد من التعثرات والإخفاقات.
وعلى لاعبي الهلال والجهاز الفني أن يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن يبذلوا قصارى جهدهم لتحقيق الفوز، وإنقاذ الموسم قبل فوات الأوان.