الخارجية الإيرانية: طهران تنوي تقييم نوايا الطرف الآخر في اجتماع السبت
في عالم كرة القدم، حيث تتأرجح الأخبار بين الحقيقة والخيال، وبين الإنجاز والفشل، انتشرت تغريدة كالنار في الهشيم، زاعمة أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قد حصل على المركز 867، في ترتيب لاعبي العالم لجائزة "ذا بيست" لعام 2024.
هذا الرقم الصادم، الذي بدا بعيدًا كل البعد عن مكانة رونالدو وإنجازاته، أثار موجة من الاستياء والغضب بين عشاقه ومحبيه، الذين رأوا فيه إهانة لنجمهم المحبوب.
وأقيم حفل توزيع جوائز "ذا بيست" لأفضل لاعبي العالم للعام الحالي 2024 من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في العاصمة القطرية الدوحة، مساء الثلاثاء.
وتُوج البرازيلي فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد الإسباني، بجائزة "ذا بيست" لأفضل لاعب في العالم، متفوقًا على الإسباني رودري لاعب وسط مانشستر سيتي.
استمرت مقاطعة قائد النصر السعودي، للتصويت على جائزة "ذا بيست"، رغم أنه يحمل شارة قيادة منتخب البرتغال، ليصوت بدلًا منه زميله برناردو سيلفا نجم مانشستر سيتي.
التغريدة المفبركة: تشريح الكذبة
رغم الضجة التي أثارتها، سرعان ما بدأت الشكوك تحوم حول مصداقية التغريدة، فالعين المدققة والذهن المتسائل سرعان ما اكتشفا العديد من العلامات التي تشير إلى أنها ليست سوى كذبة مفبركة، صُممت بعناية لإثارة الجدل والبلبلة.
سوء التصميم: علامة فارقة
أولى هذه العلامات كانت سوء تصميم الصورة المرفقة بالتغريدة، فالصورة، التي زُعم أنها من حساب "الفيفا" الرسمي، كانت تحمل تصميمًا رديئًا وغير احترافي، بعيدًا كل البعد عن المعايير التي تتبعها المنظمة الدولية في منشوراتها الرسمية.
الخط المستخدم، والألوان، والتنسيق، كلها كانت تشير إلى أن الصورة ليست سوى عمل هاوٍ، لا يمت بصلة إلى الاحترافية التي يتميز بها "الفيفا".
انتحال الشخصية: خدعة مكشوفة
ثانيًا، كان واضحًا أن الحساب الذي نشر التغريدة كان ينتحل صفة حساب آخر، صحيح أنه كان يستخدم اسمًا وشعارًا مشابهين للحساب الأصلي الذي عُرف بنقل الأخبار بدقة كبيرة مؤخرًا، إلا أن الفروق الدقيقة كانت تكشف زيفه.
فالتدقيق في تفاصيل الحساب، مثل عدد المتابعين وتاريخ الإنشاء ونوع المحتوى المنشور، كان كافيًا لفضح الخدعة.
تصنيف "الفيفا": الحقيقة الواضحة
ثالثًا، وأهم من ذلك كله، كان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أعلن رسميًّا عن قائمة تضم 10 مرشحين فقط للفوز بجائزة "ذا بيست" لعام 2024، ولم يقم بتصنيف أي لاعب بعد المركز العاشر.
هذا يعني أن الادعاء بأن رونالدو قد حصل على المركز 867 هو ادعاء عارٍ عن الصحة، لا يمت للحقيقة بصلة.
بالإضافة إلى هذا، لا يمكن لأي منظمة، مهما كانت قوتها، تصنيف كل هذا العدد من اللاعبين بتلك البساطة، فالأمر معقد حقًّا ويحتاج للكثير من الموارد البشرية والزمنية، ويكاد يكون مستحيلًا.
ردود الفعل: بين الغضب والشك
أثارت التغريدة المفبركة موجة من ردود الفعل المتباينة بين جماهير كرة القدم والخبراء والمحللين، فبينما انجرَّ البعض وراء الكذبة، معبرين عن غضبهم واستيائهم من الترتيب المتدني المزعوم لرونالدو، كان هناك من شكك في صحة التغريدة منذ البداية، مستندًا إلى الأدلة والبراهين التي تثبت زيفها.
دروس من الكذبة: أهمية التحقق
هذه الحادثة تذكرنا بأهمية التحقق من صحة المعلومات والأخبار قبل تصديقها وتداولها، خاصة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للأخبار الكاذبة أن تنتشر بسرعة البرق، مخلفة وراءها آثارًا مدمرة.
كما أنها تؤكد أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة في الحصول على المعلومات، وعدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار المضللة.