شهدت مباراة الأهلي السعودي الأخيرة في دوري روشن السعودي للمحترفين ضد القادسية تساؤلات عديدة حول أداء الفريق في غياب نجمه الجزائري رياض محرز.
غياب محرز كان نتيجة تراكم البطاقات الصفراء، وهو الأمر الذي أثار جدلًا بين مؤيد ومعارض حول تأثيره في أداء الفريق، في هذا التقرير، نحاول تحليل أسباب تألق "الراقي" في بعض المباريات التي غاب عنها محرز، مستندين إلى آراء النقاد والمحللين، بالإضافة إلى الأداء الفعلي للفريق على أرض الملعب.
غياب اضطراري قد يكون مفيدًا
جاء غياب رياض محرز في توقيت قد يراه البعض سيئًا، لكن بالنظر إلى مجريات الأمور، قد يكون هذا الغياب الاضطراري خدم الفريق بشكل غير مباشر.
فمنذ انضمامه للأهلي، أصبح محرز محورًا أساسيًّا في الأداء الهجومي للفريق، وهذا الاعتماد الكبير عليه قد يخلق نوعًا من التبعية، ومع غيابه، وجد الفريق نفسه مضطرًّا للبحث عن حلول هجومية أخرى، وهذا ما ظهر في مباراة الأهلي ضد القادسية التي انتهت بفوز كبير للأهلي بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
تراجع محرز المحلي ومنحه فرصة للراحة
لا يمكن إنكار القيمة الفنية الكبيرة لرياض محرز وتأثيره الإيجابي في أي فريق يلعب له، إلا أن بعض الآراء بدأت تظهر مؤخرًا تشير إلى تراجع طفيف في مستوى محرز على المستوى المحلي في دوري روشن، تحديدًا في الأسابيع القليلة الماضية قبل غيابه.
هذا التراجع قد يكون طبيعيًّا نظرًا لضغط المباريات والمجهود البدني الذي يبذله اللاعب، خاصة مع تقدمه في العمر نسبيًّا.
في هذا السياق، يمكن النظر إلى غياب محرز كفرصة ذهبية لمنحه قسطًا من الراحة، خاصة أن الأهلي مقبل على استحقاقات آسيوية مهمة.
فقد يكون إراحة محرز في بعض المباريات المحلية، حتى وإن كان اضطراريًّا بسبب الإيقاف، بمثابة إعادة شحن لطاقته وتجهيزه بشكل أفضل للمباريات القارية التي تتطلب تركيزًا بدنيًّا وذهنيًّا عاليًا.
التحرر من التبعية وإظهار القدرات الجماعية
أحد أبرز المكاسب التي تحققت للأهلي في غياب محرز هو التحرر من التبعية المطلقة له، ففي وجود محرز، غالبًا ما يميل الفريق إلى الاعتماد على مهاراته الفردية وقدرته على صناعة الفارق بمفرده، ومع غيابه، ظهرت القدرات الجماعية للفريق بشكل أوضح، وتوزعت المسؤولية الهجومية على أكثر من لاعب.
في مباراة القادسية على سبيل المثال، تألق أكثر من لاعب في الخط الأمامي للأهلي، وتمكنوا من تسجيل الأهداف وصناعة الفرص؛ ما يؤكد أن الفريق يمتلك البدائل القادرة على تعويض غياب أي لاعب، مهما كانت قيمته الفنية.
هذا التنوع في مصادر الخطورة الهجومية يعتبر نقطة قوة إضافية للأهلي، ويجعله فريقًا أكثر صعوبة في مواجهته، لأنه لا يعتمد على لاعب واحد فقط.
انتقادات ميدو لمستوى محرز
في سياق متصل، لم تخلُ الأمور من بعض الانتقادات الموجهة لمستوى رياض محرز، فقد انتقد المصري أحمد حسام ميدو مستوى محرز في تصريحات تلفزيونية، معتبرًا أنه "بمستواه هذا أقل من اللعب كجناح مع فريق كبير كالأهلي في الوقت الحالي، إضافة لكبر سنه".
انتقادات ميدو وإن كانت قاسية بعض الشيء، إلا أنها تعكس وجهة نظر موجودة لدى بعض المحللين والمتابعين لأداء الأهلي، ويرى هؤلاء أن محرز لم يقدم حتى الآن المستوى المنتظر منه مع الأهلي، وأن الفريق بحاجة إلى المزيد من الفاعلية الهجومية في المباريات الكبيرة.
خلاصة وتطلعات مستقبلية
ختامًا، يمكن القول إن تألق الأهلي في بعض المباريات التي غاب عنها رياض محرز يرجع إلى عدة عوامل متداخلة، فالغياب الاضطراري منح محرز فرصة للراحة، وأسهم في تحرير الفريق من التبعية المطلقة له، وأظهر القدرات الجماعية للاعبين الآخرين.
إلا أن هذا لا يعني التقليل من قيمة محرز وأهميته للفريق على المدى الطويل، فلا يزال محرز يمتلك إمكانيات فنية عالية وخبرة كبيرة، وقادرًا على تقديم الكثير للأهلي في المستقبل، خاصة في الاستحقاقات الآسيوية.
يبقى التحدي الأكبر أمام المدرب ماتياس يايسله هو كيفية توظيف محرز بالشكل الأمثل، والاستفادة من قدراته في المباريات الحاسمة، مع الحفاظ على التوازن الجماعي للفريق وعدم الاعتماد المفرط على لاعب واحد فقط.
الأهلي بحاجة إلى كل نجومه، ومحرز يظل نجمًا ساطعًا في سماء الكرة السعودية، وقادرًا على الرد على كل الانتقادات بأداء قوي ونتائج إيجابية.
