طريق مفتوح نحو التتويج.. جائزة فردية غالية تنادي محمد صلاح

باتت الأراضي الإنجليزية ممهدة لأن تشهد تتويجا جديدا للنجم المصري محمد صلاح، بلقب الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز، حيث إن تفوقه اللافت هذا الموسم، وتسجيله للأهداف بغزارة، جعلاه قاب قوسين أو أدنى من حصد هذه الجائزة الفردية المرموقة للمرة الثالثة في مسيرته الكروية.

لكن الطموحات لا تتوقف عند حدود البريميرليغ، فهناك جائزة أخرى أكثر بريقا وتاريخا، وهي الحذاء الذهبي الأوروبي، التي لا تزال تنادي اسم "الفرعون المصري" هذا الموسم ولم يسبق له أن حققها.

 صدارة مستحقة وتحديات المنافسين

على الرغم من تألقه الاستثنائي في الدوري الإنجليزي، وحتى في موسمه التاريخي الذي حطم فيه الأرقام القياسية لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد، لم يتمكن محمد صلاح من معانقة الحذاء الذهبي الأوروبي.

ففي تلك الحقبة الذهبية، كان هناك ساحر أرجنتيني يدعى ليونيل ميسي، الذي كان يقدم مستويات خارقة في الليغا الإسبانية، ليحرم صلاح من هذا اللقب القاري. 

لكن يبدو أن القدر يخبئ لمحمد صلاح فرصة جديدة هذا الموسم، فمع اقتراب نهاية الموسم الكروي في مختلف الدوريات الأوروبية، يتربع النجم المصري على عرش صدارة ترتيب هدافي القارة العجوز برصيد 54 نقطة ولديه مباراة أقل من أقرب ملاحقيه روبرت ليفاندوفسكي.

هذا التفوق لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج لمجهودات مضنية وعزيمة فولاذية أظهرها صلاح طوال الموسم، ليقود فريقه نحو تحقيق الأهداف. 

 

 

دفعة معنوية

وتلقى صلاح دفعة معنوية إضافية بعد أن فشل أبرز منافسيه في تسجيل الأهداف، النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي يطارده في سباق الهدافين، لم يتمكن من هز الشباك في مباراته الأخيرة مع برشلونة ضد ليغانيس، ليبقى رصيده من النقاط أقل من صلاح.

أما المنافس الآخر، فيكتور جيوكيريس، مهاجم سبورتينغ لشبونة، فيواجه صعوبة أكبر في اللحاق بصلاح؛ فمعامل الدوري البرتغالي المحدد بـ1.5 نقطة لكل هدف، يعني أن كل هدف يسجله جيوكيريس يمنحه نقطة ونصف فقط في سباق الحذاء الذهبي.

ومن ثم، يحتاج اللاعب البرتغالي إلى تسجيل عدد من الأهداف يزيد مرة ونصف عن أهداف صلاح لكي يتمكن من تجاوزه، وهو ما يبدو صعبا للغاية في ظل الفارق الكبير في النقاط بينهما.

هاري كين، مهاجم بايرن ميونخ، يعاني هو الآخر من تراجع في مستواه التهديفي في المباريات الأخيرة، ويبدو أن الضغوط والتحديات التي يواجهها في الدوري الألماني قد أثرت على قدرته على التسجيل بغزارة كما كان يفعل سابقا، هذا التراجع جعله بعيدا عن صلاح بفارق مريح يصل إلى 8 نقاط كاملة.

 

 

قلق من مبابي؟

أما النجم الفرنسي كيليان مبابي، الذي يلعب في صفوف ريال مدريد، فيواجه هو الآخر مهمة صعبة في تقليص الفارق مع صلاح، فبالرغم من موهبته الفذة وقدرته التهديفية العالية، إلا أن مشاركته مع ريال مدريد في 3 جبهات مختلفة (الدوري الإسباني، دوري أبطال أوروبا، وكأس الملك) تفرض عليه ضغوطا مضاعفة، هذه الضغوط قد تؤثر على تركيزه ومجهوده في المباريات المتبقية من الموسم. 

فوز محمد صلاح بالحذاء الذهبي الأوروبي هذا الموسم سيكون إنجازا تاريخيا يضاف إلى سجل إنجازاته الحافل، فهذه الجائزة الفردية الغالية لم يتمكن من تحقيقها من قبل، حتى في أفضل مواسمه على الإطلاق.

سيكون هذا التتويج بمثابة شهادة تقدير لموهبته الاستثنائية ومثابرته الدؤوبة، وسيعزز مكانته كواحد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم.