وزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق
خطف نجم النصر وقائده، الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، الأضواء في ليلة شهدت فوزًا مستحقًا لفريق النصر بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد أمام الخلود، ولكن هذه المرة ليس بأهدافه المعهودة، بل بانفعال ظهر لحظة استبداله في الشوط الثاني من قبل المدير الفني ستيفانو بيولي.
هذا المشهد لم يمر مرور الكرام، بل أثار عاصفة من ردود الفعل والانتقادات في الأوساط الإعلامية، فقد شن كثير من الإعلاميين والرياضيين هجومًا على تصرف رونالدو، حيث وصفه محمد الشيخ بـ"غير الاحترافي"، بينما اعتبر الشنيف أن ردة فعله "مبالغ فيها وغير مبررة وأنه لا يحترم فريقه ولا جماهيره".
ولم يختلف الأمر كثيرًا مع النجم المصري السابق أحمد حسام "ميدو" الذي انتقد علانية سلوك اللاعب، لينضم إليهم لاعب النصر السابق صالح المطلق الذي أبدى استياءه من ظهور قائد الفريق بهذا الشكل.
مشهد أثار تساؤلات واسعة بين الجماهير والمحللين حول أسباب هذا الغضب العلني من لاعب بحجم وتاريخ رونالدو.
لماذا قرر بيولي إخراج رونالدو؟
قرار بيولي باستبدال كريستيانو رونالدو لم يكن وليد اللحظة أو بدافع عقوبة، بل كان له عدة أسباب منطقية تخدم مصلحة الفريق على المدى القصير والبعيد.
أول هذه الأسباب هو عامل السن، فرونالدو، على الرغم من لياقته البدنية العالية، يبلغ من العمر 40 عامًا، ويتطلب الحفاظ على مخزونه البدني إدارة دقيقة لمشاركته في المباريات، خاصة مع ضغط المباريات المتلاحق.
السبب الثاني يتعلق بتطورات المباراة نفسها، فبعد طرد لاعب النصر نواف بوشل، وجد بيولي نفسه مضطرًا لإجراء تعديل تكتيكي لتغطية النقص العددي في الخط الخلفي.
كان من المنطقي إدخال لاعب ذي نزعة دفاعية بدلًا من مهاجم، حتى وإن كان هذا المهاجم هو رونالدو، لضمان صلابة الدفاع والحفاظ على التقدم في النتيجة.
أما السبب الثالث فيرتبط بإدراك بيولي لأهمية رونالدو للمنتخب البرتغالي، فمع اقتراب فترة التوقف الدولي، يعلم المدرب أن نجمه سيخوض مباريات مع منتخب بلاده، الأمر الذي سيتبعه سفر وإرهاق.
وبالنظر إلى أهمية مباراة الهلال القادمة بعد التوقف، يسعى بيولي قدر الإمكان للحفاظ على رونالدو وتجهيزه بأفضل صورة ممكنة لتلك المواجهة الحاسمة.
أخيرًا، لعب حسم النصر للمباراة مبكرًا بثلاثية نظيفة في الشوط الأول دورًا كبيرًا في قرار التبديل، فمع تأمين النتيجة بشكل كبير، رأى بيولي أنها فرصة لإراحة رونالدو وعدم تعريضه لأي مجهود إضافي غير ضروري، خاصة في ظل الأسباب المذكورة سابقًا.
لماذا ثارت ثائرة الدون؟
على الجانب الآخر، يمكن فهم دوافع غضب كريستيانو رونالدو، وإن كان ظهوره بهذا الشكل العلني قد يثير بعض الجدل حول مدى احترافيته في التعامل مع قرارات المدرب.
أحد أبرز أسباب غضب النجم البرتغالي هو رغبته الشديدة في التسجيل وتحقيق الأرقام القياسية فقد كان رونالدو يرى في مباراة الخلود فرصة سانحة لإضافة المزيد من الأهداف إلى رصيده، والاقتراب خطوة أخرى من هدفه الأسطوري المتمثل في الوصول إلى الهدف رقم 1000.
بالإضافة إلى ذلك، يشتعل التنافس على صدارة هدافي الدوري السعودي هذا الموسم بوجود أسماء لامعة مثل كريم بنزيما، وإيفان توني، وماركوس ليوناردو، وعبد الرزاق حمد الله وغيرهم.
كان رونالدو يطمح في استغلال هذه المباراة لتعزيز موقعه في صدارة الهدافين والابتعاد عن منافسيه، وهو ما حرمه منه قرار التبديل.
ختامًا، يبقى انفعال كريستيانو رونالدو على قرار استبداله علامة استفهام حول كيفية تعامله مع مثل هذه المواقف في المراحل المتقدمة من مسيرته الكروية.
وبينما تبدو أسباب بيولي منطقية وتخدم مصلحة الفريق، فإن رغبة رونالدو الجامحة في التسجيل وتحقيق الأرقام القياسية تبقى جزءًا لا يتجزأ من شخصيته كلاعب أسطوري.
يبقى السؤال، هل سيؤثر هذا الانفعال على العلاقة بين اللاعب والمدرب؟ وهل سيتمكن رونالدو من تجاوز هذا الموقف والتركيز على تحقيق أهداف الفريق في المباريات المقبلة؟
