اهتزت أركان دوري روشن للمحترفين بهزيمتين مدويتين تلقاهما القطبان الهلال والنصر.
لم تكن مجرد خسارتين عابرتين، بل كانتا صفعتين أيقظتا جماهير الفريقين على واقع مرير: الموسم المحلي يتجه نحو كارثة حقيقية.
ففي الوقت الذي كان فيه الهلال يتطلع لتقليص الفارق في الصدارة مع الاتحاد والاحتفاظ باللقب، وجد نفسه يسقط أمام الأهلي بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة ماراثونية كشفت عن هشاشة دفاعية غير معهودة.
أما النصر، فالحال لم يكن أفضل، فقد تجرع مرارة الهزيمة أمام العروبة بهدفين مقابل هدف، ليتبخر حلم المنافسة على اللقب، ويتسع الفارق مع المتصدر بشكل يصعب تعويضه.
الأمل المحلي يتبخر.. والأنظار تتجه نحو آسيا
لم يعد الحديث عن المنافسة المحلية مجدياً، فقد أُغلقت أبواب الأمل في التتويج بلقب الدوري السعودي هذا الموسم، جماهير الفريقين، التي كانت تطمح في موسم استثنائي حافل بالألقاب، وجدت نفسها أمام خيار واحد ووحيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه: بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة.
هذه البطولة القارية العريقة أصبحت الآن بمثابة طوق النجاة الأخير للهلال والنصر لتفادي موسم يوصف بالكارثي بكل المقاييس.
"وحوش" آسيوية بالانتظار
لكن الطريق نحو منصة التتويج الآسيوية لن يكون مفروشاً بالورود، فبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، في نسختها الجديدة، تعد أكثر شراسة وتنافساً من أي وقت مضى.
الفرق المشاركة في هذه البطولة ليست هينة، بل هي نخبة الأندية الآسيوية، وكل فريق منها يمتلك طموحات كبيرة وقدرات فنية عالية.
سيواجه الهلال والنصر في هذه البطولة "وحوشًا" كروية، فرقاً لا تعرف الاستسلام، وأندية عريقة تسعى بدورها لكتابة التاريخ القاري.
الأهلي السعودي.. التحدي الأبرز
ومن بين هذه "الوحوش" يبرز اسم الأهلي السعودي، الذي قدم في مباراته الأخيرة أمام الهلال عرضاً قوياً ومقنعاً، أكد من خلاله أنه ليس مجرد منافس محلي، بل قوة قارية قادرة على مقارعة الكبار.
الأهلي في هذه الفترة يعيش حالة فنية ومعنوية ممتازة، ويمتلك مجموعة متجانسة من اللاعبين بقيادة جهاز فني كفء، مما يجعله خصماً صعب المراس في البطولة الآسيوية.
إضافة إلى الأهلي، هناك أندية أخرى في القارة الآسيوية تتسلح بتاريخها وإمكانياتها، مثل أندية شرق آسيا القوية التي لطالما كانت حاضرة في الأدوار النهائية من البطولة.
الاستفاقة الآسيوية.. الحل الوحيد
لإنقاذ الموسم من الكارثة، لا يملك الهلال والنصر سوى "حل وحيد"، الاستفاقة الفورية والتركيز الكامل على بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة.
يجب على الجهازين الفني والإداري في كلا الناديين إعادة ترتيب الأوراق، وتصحيح الأخطاء التي ظهرت في المباريات الأخيرة، ورفع الروح المعنوية للاعبين، وتحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم في البطولة القارية.
المهمة لن تكون سهلة، ولكنها ليست مستحيلة، فالهلال والنصر يمتلكان الإمكانيات والقدرات التي تؤهلهما للمنافسة على اللقب الآسيوي، ولكن الأمر يتطلب عزيمة وإصراراً وتكاتفاً من الجميع داخل المنظومة، بدءاً من اللاعبين والجهاز الفني والإدارة، وصولاً إلى الجماهير التي تنتظر منهم الكثير.
هل ينجح قطبا الرياض في تجاوز هذه الكبوة المحلية، وتحويل التركيز نحو البطولة الآسيوية لإنقاذ موسمهما من الكارثة؟ الإجابة ستكشف عنها الأيام المقبلة في معترك دوري أبطال آسيا للنخبة.