في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التحركات العسكرية بين إيران وإسرائيل وبينما تحشد القوى الغربية إمكانياتها لصد هجوم إيراني مرتقب، تُعدّ طهران خططاً جريئة تحيطها بالغموض أحياناً و تكشف عن بعضها أحياناً أخرى ..

فما أعدت لمواجهة إسرائيل وحلفائها الغربيين ؟

استنفرت طهران جهودها لتحصين دفاعاتها وتأهبت لأي مواجهة محتملة.. في الوقت  الذي باشرت إسرائيل في تعزيز قدراتها العسكرية كانت إيران تستعد بهدوء و تنقل أنظمتها الرادارية وتكثف من مضاداتها الجوية حول منشآتها الحيوية.

و اعتمادًا على تجربتها السابقة في عملية "الوعد الصادق" التي شنت إيران خلالها هجومًا مباشرًا على إسرائيل و كان الأول من نوعه، ركزت طهران على تجهيز دفاعاتها الجوية وتعزيز قدراتها الهجومية من خلال تدريبات عسكرية في غرب البلاد، الأقرب جغرافيًا إلى إسرائيل.

وفي سياق رفع الجهوزية أعلن العميد علي رضا صباحي فرد قائد الدفاع الجوي الإيراني، عن تجهيز الأنظمة الدفاعية الإيرانية بأحدث الصواريخ والرادارات والطائرات المسيّرة مؤكدًا أن هذه التحسينات تأتي ردًا على التهديدات المتزايدة.

وفي ظل رصد طهران لتحركات الأساطيل البحرية الأمريكية في المنطقة، استجابت القوات البحرية الإيرانية بتعزيز قدراتها العسكرية في مياه الخليج، مضيفة إلى ترسانتها صواريخ كروز بعيدة ومتوسطة المدى، مع تقنيات متطورة للاختفاء وحمل رؤوس حربية شديدة الانفجار.

استعراضات الأساطيل الأمريكية في البحر المتوسط دفع الحرس الثوري الإيراني إلى استعراض جزء من قدراته العسكرية، كرسالة واضحة للأطراف التي تتأهب لمواجهة محتملة.. لكن مع الحفاظ على الخطط المستقبلية طي الكتمان.

من جهة أخرى  تشير بعض التقاريرغير المؤكدة  إلى تسلم إيران أنظمة دفاع جوي متطورة من روسيا، من بينها إس-400 ومقاتلات سوخوي-35، وإن صحت المعلومات فإن الأسلحة الروسية تعتبر رأس حربة لطهران في مواجهة الأسطول الجوي الذي نشرته واشنطن في المنطقة لحماية تل أبيب ..

ومع استمرار طهران بالتوعد بالرد دون البدء به حتى الآن، ترجع بعض الأوساط سبب التأخير في شن الهجوم المرتقب إلى قيام الحرس الثوري بمناورات للتمرين على الخطط المرسومة، في حين يرى مراقبون أن إبقاء عصا الانتقام مرفوعة لفترة أطول سيكون مكلفا جدا لتل أبيب وحلفائها الغربيين، وأن استمرار حالة التأهب قد تؤدي إلى انهيار الحالة النفسية لدى المستوطنين وتكبيد الاقتصادات الغربية خسائر أكبر.