الكرملين: بوتين وترامب سيبحثان بالاتصال المقرر اليوم ملف أوكرانيا وتطبيع العلاقات
في لعبة الاستخبارات التي تُحاك في جنح الظلال وتُخطط في أعماق السراديب.. كشف تحقيق صادم لصحيفة نيويورك تايمز عن واحدة من أعقد العمليات التجسسية في تاريخ الشرق الأوسط قامت بها استخبارات الموساد الإسرائيلي مستهدفةً أكثر أجهزة حزب الله اللبناني حساسية على مدار سنوات.
تغلغل الموساد بعمق في شبكة حزب الله وزرع أجهزة تنصت وتتبع اجتماعات سرية، ووصل إلى الحد الذي سمح له بمراقبة تحركات قادة الصف الأول، بما في ذلك الأمين العام حسن نصر الله، واللافت أن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل في سبتمبر 2024 في حصنه تحت الأرض لم يتوقع إطلاقًا أن إسرائيل ستنفذ تهديداتها ضده.
تحقيق الصحيفة الأمريكية يكشف عن سلسلة من العمليات الجريئة شملت اغتيال قادة كبار، مثل فؤاد شكر وإبراهيم عقيل واستهداف آلاف اللبنانيين، ما أدى إلى موجة نزوح ضخمة، وإضعاف خطير لحزب الله الذي كان يُعدّ أحد أكبر خصوم إسرائيل.
فحرب 2006 كانت نقطة تحول مهينة لإسرائيل فتحت الباب لإعادة بناء إستراتيجية استخباراتية أكثر دقة.. وبدءًا من العام 2012، تمكنت الوحدة الاستخباراتية 8200 من جمع "كنز" من المعلومات حول مواقع قادة الحزب ومخابئ أسلحته، ما أتاح لإسرائيل قاعدة بيانات تفصيلية.
أما عن الاختراق التكنولوجي ابتداءً من أجهزة "ووكي توكي" مقلدة ومفخخة إلى "البيجر"، فقد استخدم الموساد شركات وهمية لتزويد الحزب بأجهزة تواصل متطورة لكنها مدمرة.. وعندما بدأت شكوك الحزب تتزايد بشأن هذه الأجهزة كانت إسرائيل سبّاقة في التخلص من الخبراء الذين كشفوا الخلل عبر غارات جوية دقيقة وفقًا للصحيفة.
في 2023 كتب رئيس الموساد ديفيد برنيع رسالة سرية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالباً إذنًا بتوجيه ضربة لحزب الله لإجهاض قدراته الصاروخية، لم يتردد نتنياهو وبعد أسابيع فقط تم تفجير أجهزة "البيجر"، لتصل رسالة إسرائيل بوضوح إلى حزب الله وإيران.
وعلى الرغم من هذا التركيز الاستخباراتي الهائل على حزب الله جاءت الضربة الكبرى من حماس التي شنت هجومًا مباغتًا على إسرائيل لتكشف حدود التقديرات الإسرائيلية وتعيد ترتيب أولويات الصراع.