القيادة المركزية الأمريكية تقول إن عملياتها ضد الحوثي ستطال جميع أنحاء اليمن
بين تهديدات روسيا المتزايدة وتراجع الالتزامات الدفاعية الأمريكية.. تجد أوروبا نفسها في اختبار تاريخي قد يغير ملامح مستقبلها. صحيفة فايننشال تايمز البريطانية دقت ناقوس الخطر مؤكدة أن الديمقراطيات الغربية باتت تواجه تهديدا مزدوجا؛ من الشرق عدوانية الكرملين المتزايدة ومن الغرب فك ارتباط واشنطن بقضايا الدفاع الأوروبي.
في مؤتمر ميونيخ الأمني حضر القادة الأوروبيون وهم يواجهون أزمة وجودية.. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب صب الزيت على النار بإعلانه عن اتفاقية "مفاجئة" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبدء محادثات سلام، بينما أطلق وزير دفاعه بيت هيغسيث تصريحات صادمة واصفا عضوية أوكرانيا في الناتو بـ"الوهم" مشيرا إلى أن كييف لن تحصل على دعم أمريكي ضد روسيا مستقبلا.
ثمّة من يتساءل.. هل ستجلب هذه المحادثات سلاما فعليا؟ الصحيفة البريطانية ترى العكس تماما بأن أي اتفاقية سلام تمنح روسيا تنازلات إقليمية لن تكون سوى هدنة مؤقتة تتيح للكرملين الوقت الكافي لإعادة بناء جيشه؛ ما يعزز خطر استئناف الحرب سواء ضد أوكرانيا أو حتى دولة هي عضو في حلف الناتو.
واقع مرير تواجهه القارة العجوز بعد عقود طويلة من الاعتماد على المظلة الأمريكية التي أضعفت جيوشها وتركتها غير مستعدة للتعامل مع التهديدات الجديدة، وعلى الرغم من أن دولاً مثل بولندا تستثمر بكثافة في إعادة تسليح نفسها إلا أن دول أوروبا الغربية لا تزال مترددة وتعيش في حالة إنكار.
فايننشال تايمز تشير إلى أن التهديد الذي يواجه أوروبا نابع من ثلاثة عوامل قاتلة:
أولها فك الارتباط الأمريكي؛ فالولايات المتحدة لم تعد تعتبر أوروبا أولوية استراتيجية وهو توجه ظهر قبل سنوات من وصول ترامب للسلطة.
و الإنكار الأوروبي؛ فالدول الغربية مثل فرنسا وألمانيا لا تزال تتجاهل خطورة الوضع تاركة العبء الأكبر لدول المواجهة مثل بولندا.
أما العامل الثالث فهو الإصرار الروسي؛ فالكرملين يضاعف إنفاقه العسكري ويستعد لحرب طويلة الأمد؛ ما يعكس تصميمه على تحقيق أهدافه التوسعية بأي ثمن وفقا للصحيفة.
وفي حين أن بعض الدول الأوروبية مثل المملكة المتحدة وفرنسا تستثمر في الدفاع إلا أن الكثير من هذه الأموال تُستهلك في صيانة الترسانات النووية بدلا من تعزيز الجاهزية التقليدية.
الرسالة واضحة؛ أوروبا لم تعد تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة، فعليها الآن أن تتخذ خطوات جريئة نحو إعادة تسليح نفسها وتحقيق استقلالها الأمني؛ فالفشل في التحرك بسرعة قد يعني مواجهة مباشرة مع روسيا، ولكن هذه المرة دون الدعم الأمريكي الذي طالما اعتادت عليه.