أكسيوس: المحادثات الأمريكية الإيرانية في عُمان ستبدأ غير مباشرة ثم تجري بشكل مباشرة
وحدة عسكرية مثيرة للجدل، تلاحقها تهم بارتكاب جرائم في سوريا. يعتبرها مراقبون أداة تركية لتطويق الأكراد وبسط نفوذ أنقرة.
"فرقة السلطان سليمان شاه" إحدى أبرز المجموعات المسلحة في شمال غرب سوريا، يرأسها محمد الجاسم المعروف بلقب "أبو عمشة".
تشتهر هذه الفرقة بارتباطها الوثيق مع تركيا، حيث تُعد إحدى أبرز أذرعها العسكرية في سوريا. انطلقت شهرتها في سياق الصراع السوري، حيث شاركت في العديد من العمليات العسكرية تحت قيادة تركيا، ومنها الهجوم على المناطق الكردية في الشمال السوري، وعمليات "غصن الزيتون" التي أسفرت عن السيطرة على عفرين عام 2018.
فرقة سليمان شاه بقيادة أبو عمشة كانت ولا تزال محط جدل. في عام 2021، تعرّضت الفرقة لانتقادات حادة بعد قمعها تظاهرة نسائية في عفرين، حيث قامت بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرات. هذا الحادث سلط الضوء على سلوكات الفرقة، ما جعل منها واحدة من الفصائل المثيرة للجدل في شمال سوريا.
إضافة إلى ذلك، وُجّهت إلى "أبو عمشة" عدة اتهامات بالفساد والانتهاكات بحق المدنيين، بما في ذلك التهريب وفرض الإتاوات، فضلاً عن اتهامات بالاغتصاب. ورغم هذه التهم، حافظ أبو عمشة على نفوذه في المنطقة، بدعم كامل من تركيا التي ساعدته في تأسيس فصيله العسكري "فرقة السلطان سليمان شاه"، الذي أصبح جزءًا من الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة.
أبو عمشة معروف بولائه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو يصرح في مناسبات عدة عن دعمه لأردوغان. في عام 2021، قام بتغريد رسالة على "تويتر" (سابقًا X) أكد فيها أنه لم يرَ حاكمًا أفضل من أردوغان منذ سقوط الخلافة العثمانية. الفرقة ترفع الأعلام التركية بدلًا من الأعلام السورية، ما يعكس موقفها السياسي الداعم لسياسات أنقرة في المنطقة.
في عام 2023، فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على أبو عمشة وفرقة سليمان شاه بسبب تورطهم في أنشطة غير قانونية وممارسات حرب قذرة. ورغم العقوبات، يصرح أبو عمشة بأن الفرقة لا تأخذ هذه العقوبات على محمل الجد، معتبرًا إياها جزءًا من الضغط السياسي الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد الفصائل الموالية لتركيا في المنطقة.
وتحمل الفرقة اسم السلطان سليمان شاه هو والد أرطغرل، الذي يُعتبر المؤسس الفعلي للإمبراطورية العثمانية. ويعد من الجدود المباشرين للسلاطين العثمانيين. وُلد في القرن الرابع عشر وتوفي في عام 1357م، وهو مؤسس أسرة آل عثمان التي أسست فيما بعد الإمبراطورية العثمانية التي حكمت أجزاء واسعة من أوروبا وآسيا وأفريقيا لعدة قرون.
في فبراير 2015، نقل الجيش التركي قبر السلطان سليمان شاه، مؤسس الأسرة العثمانية، من قرية "قِبَابَة" في سوريا إلى منطقة "آشمة" قرب الحدود التركية، بسبب تهديدات تنظيم داعش. العملية شملت نقل الجثمان والموقع التاريخي تحت حماية عسكرية، حيث تم تحريكه باستخدام معدات ثقيلة وقوات خاصة. هذه الخطوة كانت رمزية لحماية التراث العثماني، وزيادة النفوذ التركي في الشمال السوري.
وبينما لاقت العملية انتقادات دولية، اعتبرتها تركيا ضرورية لحماية تاريخها وهويتها الثقافية في المنطقة، مع تعزيز وجودها العسكري والسياسي في سوريا.
