مقتل جندي إسرائيلي متأثراً بجراح أصيب بها بعد إطلاق قذائف على محور "نتساريم" وسط قطاع غزة
"منشورات جنازات وملصقات نعي القتلى".. تفاصيل صغيرة لكنها تحوّلت إلى ثغرات سمحت للاستخبارات الإسرائيلية بالتوغل في عمق حزب الله. فهل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة جديدة للتجسس؟ وكيف ساهمت الحرب السورية في إضعاف المناعة الأمنية لأحد أقوى التنظيمات العسكرية في الشرق الأوسط؟
الخبير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ديفيد موريسون، من جامعة ويسكونسن ماديسون، أوضح أن إسرائيل تمكنت من اختراق صفوف حزب الله اللبناني بطرق غير تقليدية، مستغلة الأوضاع الناتجة عن تدخل الحزب في الحرب السورية، فمنذ أن وجد حزب الله نفسه مضطراً للتعاون مع أجهزة مخابرات خارجية، مثل المخابرات السورية والمخابرات الروسية التي ترصدها الولايات المتحدة، بدأ يتعرض لضعف في آليات الحماية الداخلية.
إسرائيل استطاعت أن تستفيد من المعلومات المتاحة للجمهور.. ملصقات النعي، التي تُنشر عقب وفاة مقاتلي الحزب، كانت بمثابة خرائط استخبارية، حيث إن كل ملصق كان يكشف عن تفاصيل دقيقة، مثل موقع القتل واسم المدينة التي ينتمي إليها المقاتل، وحتى منشورات الأصدقاء على وسائل التواصل قدمت معلومات عن شبكة العلاقات المحيطة.
المفاجأة الكبرى كانت في جنازات القادة البارزين؛ إذ إن مراسيم تشييعهم التي كانت تتطلب حضورهم شخصياً، أتاحت للاستخبارات الإسرائيلية فرصة غير متوقعة لرصد تحركاتهم؛ ما مكنها من استهدافهم بدقة.. كل هذه البيانات، حينما تم تحليلها باستخدام خوارزميات متقدمة، أصبحت سلاحاً فعالاً في يد إسرائيل لاستهداف قيادات الحزب.