البنتاغون: وزير الدفاع الأمريكي يأمر بإرسال عتاد جوي لتعزيز الوضع العسكري بالشرق الأوسط
فرحة الفلسطينيين بتوقف الحرب في غزة لن تكتمل بسهولة، لأن الوقت قد حان لتضميد الجراح وإحصاء الخسائر.
عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وخسائر مادية فادحة. مساحات دمرت بالكامل ومناطق كانت تضج بالحياة تحولت إلى ركام.
هكذا هو الوضع في غزة بعد أن ألقت الحرب أوزارها بعد 15 شهرا من العنف والتدمير.
ورغم تفاؤل الشعب الفلسطيني، فإن التحديات التي تواجه قطاع غزة بعد هذه الحرب تعد هائلة، فقد تُظهر تقديرات الأمم المتحدة أن عملية إعادة إعمار القطاع قد تستغرق سنوات عديدة وتحتاج إلى مليارات الدولارات.
أشارت الأمم المتحدة إلى أن هناك أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض في غزة، وهو ما يعادل 14 ضعف كمية الأنقاض التي تراكمت بين 2008 وبداية الحرب في أكتوبر 2023.
ويُتوقع أن تستغرق عملية إزالة هذه الأنقاض 14 عامًا بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار.
كما أن عملية إزالة الركام ستكون معقدة بسبب وجود القنابل غير المنفجرة والمواد الملوثة الخطيرة، بالإضافة إلى الجثث المدفونة تحت الأنقاض.
وقد حذر الخبراء من المخاطر الصحية الناتجة عن هذه المواد، مثل الأسبستوس الذي يُعد مادة مسرطنة.
وبالنسبة لإعادة بناء البنية التحتية، فقد أظهرت تقارير أن أكثر من 70% من المساكن والمدارس والمستشفيات قد دمرت بالكامل.
كما أن نحو 200 منشأة حكومية و136 مدرسة و823 مسجدًا تعرضت للتدمير، ما يعكس حجم الأضرار التي أصابت القطاع.
وقدرت وكالة "بلومبرغ" أن عملية إعادة البناء قد تستغرق عقودًا، مع صعوبة كبيرة في توفير المأوى لملايين النازحين الذين يعانون من نقص حاد في المياه والغذاء والرعاية الصحية.
في السياق ذاته، تحدث الخبراء عن الأضرار النفسية الكبيرة التي لحقت بالسكان نتيجة للقتل والدمار المستمر.
وقال خبراء إن تأثيرات الحرب تتجاوز إعادة بناء المباني، إذ لا يمكن إعادة بناء حياة مليون طفل فقدوا الأمان والظروف الطبيعية لحياتهم.
واعتبر مراقبون أن ما يحدث في غزة هو "دمار تام للحياة الطبيعية"، وأن تكلفة إعادة البناء ستكون باهظة وستؤثر في الأجيال القادمة.
من جانبها، أكدت مصادر أممية أن عملية إزالة الأنقاض في غزة ستكون أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى بسبب الظروف الاستثنائية الناتجة عن القصف والهجمات المستمرة.
