الخارجية الألمانية تنفي نقل المئات من سكان غزة جوا من إسرائيل إلى ألمانيا
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتزايد التساؤلات حول تأثير نتائجها على الساحات الدولية الساخنة، ولا سيما في أوكرانيا وغزة. فقد يشكل الرئيس المقبل فارقاً حاسماً في رسم مستقبل الدعم الأمريكي لهذه المناطق، وتوازنات القوى على مستوى العالم.
في أوكرانيا، حيث يستمر الصراع الشرس مع روسيا، يلعب الدعم الأمريكي دوراً جوهرياً في صمود كييف أمام الهجمات الروسية. فمنذ بداية الحرب، دعمت إدارة الرئيس بايدن أوكرانيا بمساعدات عسكرية كبيرة، من أسلحة متقدمة إلى أنظمة دفاعية ودعم استخباراتي، ما مكنها من التمسك بمواقعها والدفاع عن أراضيها. ويعتقد المراقبون أن فوز مرشح ديمقراطي قد يعني استمرار تدفق هذا الدعم، بل وربما زيادته، ما سيعزز من قدرات أوكرانيا ويدفعها نحو شن هجمات أكثر جرأة على القوات الروسية، إضافة إلى تصعيد العقوبات المفروضة على روسيا.
أما في حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فقد يتغير المشهد جذرياً، إذ يُعرف عن ترامب تحفظه على التدخلات الخارجية، ورغبته في إعادة توجيه الموارد نحو المصالح الأمريكية الداخلية، بعيداً عن النزاعات الدولية. وسبق أن صرح ترامب بعدم ضرورة التدخل المباشر في صراعات لا تعود بالنفع المباشر على الولايات المتحدة. هذا التوجه قد يضعف الدعم الأمريكي لأوكرانيا ويجبرها على إعادة ترتيب إستراتيجياتها العسكرية. فإذا خفّض ترامب من المساعدات العسكرية واللوجستية، قد تجد كييف نفسها مضطرة للاعتماد على دعم محدود من أوروبا، ما يعني تحديات كبرى في مواجهة روسيا.
وفي غزة، تترقب الأوساط السياسية باهتمام مسار الانتخابات المقبلة، حيث سيلعب الرئيس القادم دوراً هاماً في تحديد سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، فبينما تشير توجهات الديمقراطيين إلى تأييد قوي لإسرائيل مع بعض التحفظات لضبط العنف تجاه الفلسطينيين، فإن فوز مرشح ديمقراطي قد يوازن بين دعم إسرائيل ومراعاة الأوضاع الإنسانية في غزة، مع استمرار دعمها عسكرياً وأمنياً، وفي الوقت نفسه الضغط لتخفيف العمليات التي قد تؤثر على المدنيين.
أما في حال عودة ترامب للرئاسة، فقد تتبع الولايات المتحدة مساراً أكثر تشدداً تجاه أي تصعيد من قبل الفلسطينيين، إذ عُرف عن ترامب دعمه غير المشروط لإسرائيل، وتأييده الكامل لمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويعتقد المحللون أن فوز ترامب قد يمنح إسرائيل مساحة أكبر لاتخاذ إجراءات عسكرية أشد صرامة في غزة، إضافةً إلى تعزيز سياساتها الأمنية في الضفة الغربية، وربما تمكينها من خطوات متقدمة تجاه ضم بعض المناطق، دون ضغوط تُذكر من البيت الأبيض. وقد يتجه ترامب إلى تخفيف القيود على الدعم العسكري لإسرائيل، مما يتيح لإسرائيل حرية أوسع في التصدي لما تعتبره تهديدات، دون اشتراطات إنسانية واضحة.
باختصار، تعني الانتخابات الأمريكية المقبلة خيارات متباينة لأوكرانيا وغزة، ففي حين أن استمرار الديمقراطيين في البيت الأبيض قد يوفر دعماً مستمراً لكييف وسعيًا لضبط العنف في الأراضي الفلسطينية، فإن عودة ترامب قد تؤدي إلى تراجع الدعم لأوكرانيا، ومنح إسرائيل حرية أكبر في إدارة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لرؤيتها الخاصة.