"مات مسمومًا".. من هو إسحاق نيوتن أحد أكثر العلماء تأثيرًا في التاريخ؟

أحد أعظم علماء الرياضيات والفيزياء في كل العصور وأحد أبرز رواد الثورة العلمية في القرن الـ17.. كان شخصية رئيسة في الثورة الفلسفية المعروفة باسم عصر التنوير.. أكبر مساهم بعلم الفيزياء في تاريخ البشرية.. سمم نفسه بالزئبق أثناء تجاربه التي انتهت بانفجار معمله. صاحب نظرية التفاضل والتكامل في الرياضيات.. كتب أكثر من عشرة ملايين كلمة.. إنه أحد أعظم العلماء وأكثرهم تأثيرًا في التاريخ، إنه  مكتشف الجاذبية إسحاق نيوتن.
 
ولد إسحاق نيوتن في الرابع من يناير- كانون الثاني 1643 في قرية صغيرة بإنجلترا وكان يتيمًا، إذ توفي والده قبل 3 أشهر من ولادته التي كانت قبل الأوان بشهرين أو 3 من موعد الولادة الطبيعي، فكان صغير الحجم، وعندما أصبح في الثالثة من عمره، تزوجت والدته مجددًا، وذهبت لتعيش مع زوجها الجديد، تاركة ابنها في رعاية جدته لأمه، وكان يكره زوج أمه، ويكنّ له بعض العداء كذلك تجاه والدته بسبب زواجها به.

توقف نيوتن عن تعليمه لفترة من الزمن بعد محاولات فاشلة لتحويله للعمل كمزارع، ثم التحق فيما بعد بمدرسة كينجز، وتبعها بالالتحاق بكليّة الثالوث في جامعة كامبريدج العام 1661م.
 
ذات يوم وأثناء وجوده في حديقة عامة وقعت حادثة سقوط التفاحة الشهيرة على رأسه ليتساءل عن سبب سقوطها بشكل مستقيم، وليس بشكل جانبي أو حتى ارتفاعها إلى الأعلى وهو الحدث الذي سمح له بإقامة علاقة بين سقوط جسم على سطح الأرض وحركة القمر، وتغيير مسار البشرية فيما بعد.
 
 سلك نيوتن المنهج الكلاسيكي في كامبريدج، وعندما تسبّب الطاعون بإغلاق جامعة كامبريدج لأبوابها عام 1665م، عاد نيوتن لمنزله، وبدأ في وضع نظرياته في حساب التفاضل والتكامل، وعلوم الضوء والألوان، والجاذبية.
 
كان نيوتن أحد قادة الثورة العلمية في القرن الـ 17، واختصّ في علوم الفيزياء والرياضيات والألوان والضوء، ومن أهمّ الكتب التي ألَّفها كتاب "المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية" والذي اعتُبر فيما بعد أحد أهمّ الأعمال في تاريخ العلم الحديث، ثم أصبح نيوتن أحد أشهر وأغنى الشخصيات في قارة أوروبا، وذلك بسبب اكتشافاته العلمية التي أسهمت في تطوّر العلوم وتقدّمها، والمكانة التي وصلها في ذلك الوقت واستثماره الصحيح لدخله، ويُعرف عنه مساهمته بالعديد من الأعمال الخيرية.
 
توصل نيوتن إلى العديد من الاكتشافات العظيمة التي كان لها تأثير واضح في تطوّر العلوم وتقدّمها، ومن أهمّ اكتشافاته قوانين نيوتن للحركة؛ إذ وضع 3 قوانين أساسية في علم الحركة وسُمّيت باسمه، وتتناول هذه القوانين وصفًا للأجسام الثابتة والمُتحركة، وتأثير القوى الخارجية عليها، والعوامل المؤثرة على هذه القوى من كتلة وتسارع، وصولا إلى اكتشاف التلسكوب.
 
لم تقتصر إسهامات نيوتن العلمية على اكتشاف الجاذبية وقوانينها كما لم تقتصر اهتماماته على العلوم، بل تخطتها إلى اللاهوت، فتحدث عن قضايا شائكة في المسيحية كما تحدث عن تاريخ نهاية العالم.
 
أصبح نيوتن بعدئذ رمزًا حيًّا في إنجلترا ليشغل مناصب مرموقة: مدير دار صك العملة، ورئيس الجمعية الملكية، وعضوًا في برلمان إنجلترا.
 
في أيامه الأخيرة أقام نيوتن مع ابنة أخته وزوجها التي اهتمت به حتى وفاته في العشرين من مارس/آذار 1727 حيث أقيمت لنيوتن جنازة مهيبة حضرها النبلاء والعلماء والفلاسفة، ودُفن في الكنيسة الملكية بين الملوك والملكات ليكون أول عالم يُدفن هناك.
 
عقب وفاته فُحص شعره، وتبيّن تعرّضه للزئبق، ويُعتقد أنه تأثر به نتيجة لتجاربه الكيميائية، فأصيب بالتسمم به حتى تُوفي.