صحة غزة: ارتفاع عدد القتلى إلى 921 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها على القطاع
في ظل تطورات يحكمها ما يدور على أرض الميدان المُشتعل، الفصائل المسلحة في سوريا تسعى إلى كسب معركة تثبيت المواقع في تقدم سريع أطلقت عنانه منذ أيام قليلة، لكن التطورات الميدانية سبقت كل التوقعات والتحليلات.. فماذا يجري على أعتاب حمص ثالث كبرى مدن سوريا، وما الذي يدور هناك في الجنوب في درعا؟
بعد معركة حماة وإعلان الفصائل بسط سيطرتها على طريق حمص-حماة، عقب انسحابٍ لقوات الجيش السوري أُعلن عنه في بيان رسمي قال إنه جاء لإعادة تموضع القوات ولحماية المدنيين، تسارعت الأحداث وأظهرت الفيديوهات المتداولة لحظات قصف الطائرات الحربية جسر الرستن لقطع الطريق أمام المسلحين وتعطيل حركتهم ومنعهم من استخدام الجسر كخط إمداد لعملياتهم المقبلة وفقًا لما أشار إليه محللون...
لكن ما حدث لاحقًا هو أن الفصائل المسلحة أعلنت تقدمها نحو مدينة حمص وريفها، بل وأعلنت السيطرة على مدينتي الرستن وتلبيسة.
وكرد فعل على هذه التطورات المتسارعة، شنت الطائرات الحربية غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع الفصائل في تلك المدينتين بهدف محاولة إضعاف نفوذ التنظيمات المسلحة التي فرضت سيطرتها على الطريق الحيوي الرابط بين حمص وحماة..
وهنا وضع الخبراء العسكريون خيارين إستراتيجيين قد تلجأ الفصائل إلى تنفيذ أحدهما في حال استمرت بالتقدم عبر حمص، فإما التوجه شرقًا نحو مدينة تدمر، أو اختيار العاصمة دمشق.
ومن جانب آخر، رأى محللون أن حمص الواقعة وسط سوريا تعتبر الخط الأخير لإيران وأي سيطرة عليها تعني التضييق على ما تبقى من وجود إيراني بسبب موقعها الإستراتيجي الذي يجعل منها حلقة وصل بين الطرق الآتية من العراق والذاهبة إلى لبنان والشواطئ السورية..
التطورات الميدانية المتسارعة لم تقتصر فقط على ما يحدث في ريف حمص، ففي محافظة درعا في الجنوب، أعلنت الفصائل السورية سيطرتها على مدينة نوى وعلى مبنى تابع للمؤسسة الأمنية في مدينة إنخل، وتصدرت عناوين أخبار وسائل الإعلام المعارضة تفاصيل هجوم شنه مقاتلون محليون على حاجز تابع للمخابرات الجوية في قرية الجبيلية بريف درعا الغربي.
كما تناولت أنباء إعلانٍ وشيك لتشكيل "غرفة عمليات الجنوب" بُغية توحيد الجهود وإدارة العمليات العسكرية بفعالية بالتنسيق مع الفصائل في الشمال السوري.
يشير هذا التصعيد المتمثل بالتطورات الميدانية وزيادة الهجمات على مواقع الجيش وانسحاب قواته من بعض النقاط الإستراتيجية إلى اشتعال جبهة كانت تشهد هدوءًا نسبيًا خلال الفترة الماضية.