"ليست صواريخهم، وليست بنادقهم، بل هم أنفسهم الهدف الحقيقي.. في حرب تبدو وكأنها تسعى لمحو حزب الله ليس فقط من الأرض، ولكن من الذاكرة أيضًا.. فإسرائيل تدرك أن السلاح يمكن تعويضه، أما العنصر البشري، فهو جوهر المعركة".
"مع كل ضربة تُوجه إلى حزب الله، يظهر جليًّا أن إسرائيل تعمل وفق إستراتيجية تتجاوز المألوف في الحروب.. الخطة الجديدة لا تقتصر على استهداف القيادات الكبرى أو الترسانة الصاروخية، بل تمتد لتصل إلى القواعد البشرية، تلك العقول والكوادر التي تشكل العمود الفقري للتنظيم".
من مقاتلي الصفوف الأولى حتى العناصر المدنية والخدمية في الصفوف الخلفية، الجميع في مرمى النيران الإسرائيلية، الفكرة واضحة: حرمان التنظيم من الأجيال القادمة التي قد تعيد بناءه.
محمد عفيف، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، كان الهدف الأخير في هذه اللعبة المعقدة، اغتياله في بيروت كان رسالة رمزية تقول: لن تكونوا في مأمن حتى في عمق مدنكم.
لكن لماذا كل هذا التركيز على العنصر البشري؟ الخبراء يقولون إن حزب الله يستمد قوته الحقيقية من خبرات كوادره، تلك التي بُنيت على مدار عقود من الحروب والتدريب، وإذا فقد التنظيم هذه الكوادر، فإنه يفقد روحه القتالية والتنظيمية، حتى لو ظل السلاح موجودًا".
"إنها حرب تدور بين الظلال، إذ لا يبحث الطرفان فقط عن النصر، بل عن القضاء على جذور المشكلة ذاتها، لكن السؤال يبقى: إلى أي مدى ستنجح إسرائيل في محو هذه الجذور؟ وهل يمكن لحزب الله، كما اعتاد دائمًا، أن ينهض من تحت الرماد؟