في خضم الحرب الروسية الأوكرانية .. تبرز ليبتسي المدينة الواقعة في مقاطعة خاركيف كإحدى أهم النقاط الاستراتيجية ورغم صغر حجمها، إلا أن موقعها الجغرافي يجعلها هدفاً مهماً للطرفين حيث يتجاوز الصراع فيها الحدود التقليدية، فما الذي يجعلها هدفاً رئيسياً في الحرب؟

منذ بداية الهجوم الصيفي للقوات الروسية كانت الأنظار نحو خاركيف وضواحيها، وربما مدينة ليبتسي الإستراتيجية أبرزها فهي عقدة حيوية تربط بين الطرق الرئيسة المؤدية إلى خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، والتي تعد بمثابة بوابة شمال شرق البلاد.

والسيطرة على ليبتسي تعني فتح الطريق أمام القوات الروسية للتقدم نحو خاركيف المدينة؛ مما يضعها تحت تهديد مباشر.

من ناحية أخرى تعد ليبتسي مركزاً مهماً للتحكم في الإمدادات اللوجستية، حيث تمر من خلالها شبكات السكك الحديدية والطرق الرئيسية التي تغذي العمليات العسكرية في المنطقة.. والسيطرة على هذه البقعة تعني قطع خطوط الإمداد عن القوات الأوكرانية المدافعة عن خاركيف، مما يضعف قدرتها على المقاومة، ويزيد فرص النجاح للقوات الروسية في تنفيذ هجماتها.

منذ بدء الصراع حاولت القوات الروسية مرات عديدة السيطرة على خاركيف، وقد شهدت الأشهر الأخيرة تكثيفًا للجهود في هذا الاتجاه ولتحقيق هذا الهدف لا بدّ من السيطرة على المدن المحيطة بها مثل ليبتسي.

وفي هذا السياق قامت القوات الروسية بتنفيذ عدة هجمات على ليبتسي حيث شهدت المدينة مواجهات عنيفة أدت إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية، رغم المقاومة الأوكرانية القوية هناك.

التقدم الروسي لم يتوقف عند هذا الحد، فقد عمدت القوات إلى تكثيف هجماتها على الخطوط الأمامية في محيط ليبتسي، في محاولة لعزل المدينة وإضعاف قدرة القوات الأوكرانية فيما توجهت فرقة من القوات الشيشانية لدخول المدينة مؤخراً.

وفي سياق الأهمية الإستراتيجية للبلدة، فإن المدفعية الروسية إذا نُصِبَت في ليبتسي ستصل ذخيرتها إلى عمق مدينة خاركيف بسهولة، وهذه ميزة تعطيها أهمية عسكرية للقوات الروسية.

وبعد استكمال السيطرة على هذه البلدة تكون القوات الروسية استكملت القوس الأول في مقاطعة خاركيف، وهذا يمهد لمنطقة عازلة إذا كان الجيش الروسي قرر التوقف في خاركيف والاكتفاء بهذا القوس مبدئياً.