"اللاعب الأكثر تأثيراً" .. كيف تُشكل جيل بايدن مستقبل الرئيس الأمريكي؟

يبدو أن المثل الفرنسي الشهير "فتش عن المرأة" يحمل مفتاحًا لفهم إصرار الرئيس الأمريكي جو بايدن على خوض السباق الانتخابي المقبل، رغم الضغوط الهائلة من داخل حزبه للتنحي لصالح مرشح آخر.

وراء هذا الإصرار تظهر بوضوح قوة وتأثير السيدة الأولى جيل بايدن؛ فهي ليست فقط زوجة، بل شريك استراتيجي له دور حاسم في دفع بايدن للتمسك بموقفه، مما يجعل من قصتهما محط اهتمام كبير.

بعد أداء بايدن "الكارثي" في المناظرة مع خصمه ترامب، توقع البعض أن تنصح جيل زوجها بالتنحي، لكنها كانت غاضبة من هذا الافتراض، مؤكدة: "لن ندع تلك الدقائق التسعين تحدد السنوات الأربع التي قضاها جو رئيسًا".. وأضافت بنبرة تحدٍ: "سنواصل القتال".

تقارير صحفية غربية تشير إلى أن جيل بايدن، التي توصف بـ "اللاعب الأكثر تأثيرًا" في الإدارة الأمريكية الحالية، هي الصوت الأهم الذي ينصت إليه الرئيس البالغ من العمر 81 عاماً،  الذي يعاني مشكلات صحية وإدراكية.

ولدت جيل، التي كانت تحمل اسم "جاكبز" قبل اقترانها ببايدن، في ولاية نيوجيرسي عام 1951، وكانت الابنة الأكبر على أربع شقيقات، ومنذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها عينها على "جو" أدركت أنه سيتعين عليها فعل الكثير معه إذا أرادت أن تكمل الحياة مع هذا الشخص الذي كان صديقًا لأخيها. 

بدأت علاقتهما برحلة إلى السينما لمشاهدة فيلم "رجل وامرأة" في فيلادلفيا، وكشفت أن "جو" عرض عليها الزواج خمس مرات قبل أن توافق، موضحة أنه لم يكن بمقدورها أن تتسبب بخسارة أولاده أما ثانية، لذا كان عليها أن تكون متأكدة مئة بالمئة من قرارها.. تزوجا في 1977 بعد وفاة زوجة بايدن الأولى "نيليا" وابنته "ناعومي" بحادث مأساوي.

كانت جيل دائمًا الداعم الأكبر لزوجها في مسيرته السياسية، من بقائه في مجلس الشيوخ، إلى ترشحه للانتخابات الرئاسية، وحتى قبوله منصب نائب الرئيس في إدارة أوباما.

 بعد نهاية حكم أوباما في 2016، توقع الكثيرون أن تلك هي نهاية مسيرة بايدن السياسية، إلا أن جيل كانت الدافع الأساس وراء قراره بالترشح للرئاسة مجددا.

بعد تصريح بايدن الأخير بأن "القوة الإلهية" وحدها هي ما يمكن أن تمنعه من الترشح لفترة ثانية، تشير الأصابع إلى زوجته جيل التي استطاعت إقناعه بمخالفة تعهداته السابقة بعدم الترشح لفترة ثانية.