الحرس الثوري: قدرات إيران العسكرية "خط أحمر" في المحادثات مع واشنطن
بعد أن هزت رسومه الجمركية التي أعلن عنها في يوم "التحرير العاصف" العالم، ها هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتراجع خطوة ويعلق تطبيق ما فرضه 90 يوما.
خطوة التعليق كان مراقبون يتوقعون اتخاذها من قبل ترامب في يوم التحرير ذاته، ولكنه صعقهم كعادته ورفع قائمة الرسوم التاريخية في وجه الجميع.
أيام عاصفة بعد زلزال ترامب شملت أغلب دول العالم، كان أبرزها موقف التكتل الأوروبي، الذي لوّح بحزم بإجراءات جماعية عقابية ضد ترامب، يبدو أنها كانت كفيلة لاتخاذه قرار تعليق الرسوم.
خطوة تهدئة، رافقتها، خطوة تصعيد ضد الصين، إذ هادن ترامب الأوروبيين، للتفرغ لفتح جبهة حرب تجارية مع بكين، يبدو أن رد الأخيرة عليها سيكون حاسما.
أكثر من 145 بالمئة رسوما جمركية يفرضها ترامب على المنتجات الصينية ويتوعد برفع هذه النسبة، في المقابل ردت الصين بالمثل، ولكن من سيستطيع الصمود في هذه الحرب التجارية.
بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، شكلت الصين حوالي 13% من إجمالي واردات السلع الأمريكية في عام 2024. كما أنها تمثل مصدرا لعدد من السلع المهمة للمستهلك الأمريكي، بما في ذلك الهواتف الذكية والألعاب وقطع الغيار الصناعية.
ولا يقتصر ذلك على المستهلك، فهناك مشاريع ضخمة أنشأها اقتصاديون أمريكيون، بناء على السلع ومدخلات الإنتاج المستوردة من الصين، واليوم يقفون أمام هول الصدمة.
المستهلكون الأمريكيون يستعدون اليوم لتغير جذري في أنماطهم الاستهلاكية في حال بقاء رسوم ترامب، حيث سيدفعون المزيد مقابل خيارات أقل من السلع اليومية تغيب عنها عبارة "صنع في الصين".
وفي المقابل، فإن الحرب التجارية الشاملة مع الولايات المتحدة بالنسبة للصين، تعني إبعاد بكين عن أكبر سوق استهلاكية في العالم في وقت يعتمد فيه اقتصادها على الصادرات لتحقيق النمو للتعويض عن الانهيار المؤلم في سوق العقارات والإنفاق الاستهلاكي المتواضع.
شركات ومصانع صينية كثيرة تعتمد على السوق الأمريكي وتصدر له أكثر من 70 بالمئة من منتجاتها، وهي اليوم أمام خطر الإغلاق.
مشهد معقد لحرب تجارية قد تكون طاحنة، يتفق أغلب المراقبين بأنها حال اشتعلت دون أي تدخل لإطفائها، فستدمر اقتصادَي واشنطن وبكين، وسط ترقب حذر من الأوروبيين.