واشنطن: العقوبات على إيران تأتي ضمن حملة الضغط القصوى التي يشنها الرئيس ترامب عليها
بعد أسابيع من المواجهات العنيفة، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ليطرح تساؤلات حول من هو الرابح ومن هو الخاسر في هذه المعركة..
هل نجح الجيش الإسرائيلي في تحجيم قوة حزب الله؟ أم أن الاتفاق يعكس صراعاً جديداً على السلطة والنفوذ في المنطقة؟ وما هي تداعيات هذا الاتفاق على شعوب المنطقة والقوى الكبرى؟
الجيش الإسرائيلي، رغم خسارته لأكثر من خمسين جندياً والمعدات العسكرية، يُعتبر من الرابحين الأبرز.. فقد نجح في إضعاف حزب الله بشكل كبير، دمر أنظمة الأنفاق التي بناها الحزب في جنوب لبنان، وقلص ترسانته الصاروخية إلى النصف، ورغم نزوح العديد من الإسرائيليين، تحقق الهدف الأساسي وهو تقليص تهديد حزب الله.
حزب الله، رغم الخسائر الكبيرة، قد يعتبر الهدنة انتصارًا سياسيًا وعسكريًا، دُمر جزء من ترسانته، وتعرضت قواته لضغوط هائلة، لكنه صمد واستمر في حربه ضد إسرائيل.
إيران، وفق صحيفة "تلغراف"، راضية عن الاتفاق حيث حافظت على قوتها في لبنان عبر حزب الله، مما يضمن لها مزيدًا من النفوذ في المنطقة.
الولايات المتحدة، من جهتها، وصف الرئيس جو بايدن الاتفاق بالانتصار للمفاوضين الأمريكيين، لكن يبدو أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد يكون المستفيد الأكبر، حيث يعتبر الاتفاق جزءًا من وعده بإنهاء الحروب.
الخاسرون في لبنان، بداية الشعب اللبناني الذي عانى ويعاني من تداعيات الحرب.
ومع نزوح الملايين، تدمير البنية التحتية، وتدهور الوضع الاقتصادي، يعتبر الشعب اللبناني من أكبر الخاسرين.
إسرائيل أيضاً رغم النجاح العسكري ضد حزب الله، مثل تدمير الأنفاق والجزء الأكبر من الترسانة الصاروخية، فقد خسرت على المستوى الاستراتيج.
نزوح آلاف الإسرائيليين وتأثير الحرب على الجبهة الداخلية يعكسان الخسائر، إلى جانب الضغط السياسي الداخلي الذي قد يضر بمصداقية الحكومة أمام شعبها والمجتمع الدولي.
ولا يمثل هذا الاتفاق نهاية الصراع بقدر ما هو تأجيل لجولة جديدة. فالتوترات بين إسرائيل وحزب الله مرتبطة بصراع أوسع بين إيران وإسرائيل، ما يعني أن أي انهيار للاتفاق قد يشعل المنطقة مجددًا.
استمرار الهدنة يعتمد إلى حد كبير على دور القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة وروسيا، في ضبط التصعيد الإقليمي.
الاتفاق يضع الحكومة اللبنانية أمام اختبار صعب، حيث عليها مواجهة التداعيات الإنسانية والاقتصادية، مع محاولة استعادة السيطرة على القرار السياسي الذي يتأثر بشكل كبير بنفوذ حزب الله.
الاتفاق يمثل هدنة هشة أكثر من كونه حلًا مستدامًا، فقد حققت الأطراف مكاسب آنية، لكنها تبقى مكاسب تكتيكية في صراع استراتيجي طويل الأمد، ويبقى سكان الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي في دائرة المعاناة.