البيت الأبيض: حماس اختارت الحرب برفضها إطلاق الرهائن
في خطوة غير مسبوقة، أقدمت روسيا على تعديل عقيدتها النووية، لتفتح بابًا جديدًا في لعبة الردع الدولية.. ولكن لماذا الآن؟
ما الذي دفع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لتغيير هذه السياسة الحساسة في هذا التوقيت بالذات؟ الإجابة قد تكون مفاجئة، لكنها تحمل بين طياتها الكثير من التحديات الجيوسياسية التي تهدد استقرار العالم.
العقيدة التي كانت تقتصر على الرد على التهديدات النووية المباشرة، باتت الآن تشمل التهديدات غير المباشرة، حيث يمكن لهجوم تقليدي على روسيا من دولة غير نووية أن يبرر استخدام الأسلحة النووية إذا كانت تلك الدولة مدعومة من قوى نووية.
تزامن هذا التعديل مع قرار بايدن بإمداد أوكرانيا بألغام أرضية مضادة للأفراد، بعد أن كانت السياسة الأمريكية تمنعها.
هذا القرار يهدف إلى تعزيز دفاعات كييف ضد التقدم الروسي، بعد السماح لها باستخدام صواريخ "أتاكمز" لضرب عمق روسيا.
ورغم أن هذه الألغام "غير دائمة" وتقلل من خطرها على المدنيين، فإن هذا التحول في السياسة الأمريكية يزيد من خطورة التصعيد في الحرب.
السبب في التوقيت يعود إلى الرسالة التي يريد بوتين إرسالها: "أي تهديد، مهما كان نوعه، لن يمر دون رد".
مع تصاعد الضغوط الدولية، وقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب أهداف استراتيجية داخل روسيا، قرر بوتين أن الردع التقليدي لم يعد كافيًا، وأراد أن يُظهر للعالم استعداد روسيا للتصعيد بشكل غير متوقع.
عنصر آخر في المعادلة هو الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي كان قد أبدى رغبة في تحسين العلاقات مع روسيا، قد يرى بوتين في هذا التوجه فرصة لتحقيق اتفاقات جديدة مع الولايات المتحدة، وتغيير العقيدة النووية قد يكون وسيلة ضغط لتحديد شروط المفاوضات القادمة.
هذه الخطوة تحمل رسائل مزدوجة: الأولى إلى أوكرانيا وحلفائها، مفادها أن أي استفزاز قد يجر العالم إلى حافة حرب نووية، والثانية موجهة إلى ترامب، حيث يبدو أن بوتين يريد وضع أسس جديدة لمفاوضات المستقبل والضغط لتحقيق شروطه.
العقيدة النووية الجديدة قد تخلق أزمة في العلاقات بين روسيا والغرب، خاصة مع حلف الناتو، الذي قد يرى هذا التعديل بمثابة تحدٍ خطير. قد يكون لهذا القرار تداعيات كبيرة على استقرار العالم، حيث يرى الخبراء أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى سباق تسلح نووي جديد.
في المقابل، كان قرار بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام أتاكمز وإمدادها بالألغام الأرضية المثيرة للجدل بمثابة تصعيد في حرب بالوكالة بين القوى العظمى. تحذيرات موسكو من رد على الهجمات الصاروخية من نظام "أتاكمز"، وانتقادات جماعات الحد من الأسلحة بسبب مخالفة المعاهدات الدولية حول الألغام، تزيد من تعقيد الوضع.
هل نقترب من الحرب العالمية الثالثة؟ أم أن هذه الخطوات هي مجرد استراتيجيات في لعبة الردع؟ العقيدة النووية الروسية الجديدة قد تكون خطوة فاصلة، تضع العالم على حافة متغيرات جيوسياسية قد تقلب الموازين.