في قلب المعارك الدائرة حالياً  تُشكل الطائرات المسيرة "الدرونز" قوة صاعدة تعيد تعريف مفهوم الحرب.. فلم تعد الدبابات والطائرات المقاتلة اللاعب الأساسي في ساحة المعركة، بل أصبحت هذه الآلات الطائرة الصغيرة المزودة بأسلحة متطورة وكاميرات عالية الدقة، هي التي تغير مسار الحروب وربما تحسمها ..

مجلة التايمز البريطانية في تقرير مطول ترى أن التجربة الأوكرانية في الحرب التي تخوضها مع ثاني أقوى الجيوش في العالم خير مثال للاقتداء بها في المستقبل القريب .. فهذه الطائرات التي أظهرت قدرات غير متوقعة في الحرب  أصبحت رمزًا للابتكار العسكري الذي يتجاوز الأسلحة التقليدية وفقاً للتايمز ..

فلم يقتصر دور المسيرات في أوكرانيا على تعطيل الهجمات البرية فحسب، بل نجحت أيضًا في مواجهة القدرات البحرية الروسية .. و ثمة من يرى أن هذا الابتكار العسكري يعيد للأذهان إنشاء سلاح الجو الملكي البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى و الذي غير مجرى الحروب الجوية.

وفي ظل التوترات العالمية المتزايدة، مثل احتمالية حدوث نزاع بين الصين والولايات المتحدة حول تايوان، أو هجوم روسي على دول الناتو بعد عدة سنوات، يظهر أن الاعتماد على الاستراتيجيات العسكرية التقليدية لم يعد كافيًا.. و الحلول النووية التي كانت تستخدم كتهديدات رادعة خلال الحرب الباردة تبدو الآن قديمة وخطيرة..  أما الطائرات المسيرة فقد أثبتت أنها توفر رادعًا تكتيكيًّا فعّالًا بدون التسبب في تداعيات كارثية.

في المقابل يشير تقرير التايمز  إلى أن حلف الناتو والولايات المتحدة يمتلكان حاليًا ترسانة طائرات مسيرة محدودة نسبيًا.. و التحول نحو تعزيز هذا السلاح يبدو حتميًا كما يتضح من مبادرات مثل "النسخ المتماثل" التي أطلقتها وزارة الدفاع الأمريكية، والتي تهدف إلى إنشاء قاعدة تصنيع قوية للطائرات المسيرة .. لكنها لا تعد كافية لمواقبة الواقع الذي فرضته المسيرات حالياً.

هذه الأنظمة الجديدة بما في ذلك الطائرات "عميقة الضربات"، قد تكون قادرة على التغلب على أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا، بل وحتى جعل السفن الحربية الكبيرة بما في ذلك حاملات الطائرات قديمة وغير فعالة.

خبراء الحروب يرون أن الطائرات المسيرة ليست مجرد أدوات للحرب الحديثة، بل هي القوة التي ستعيد تشكيل طبيعة الصراعات في العقود القادمة.