بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض توفي الداعية السوداني الفاتح علي حسنين في إسطنبول فجر 19 من أغسطس 2024.

لم يكن الفاتح مجرد طبيب وداعية جمع بين العلم الشرعي والطب الحديث.. فقد ذاع صيته و ترك بصمة واضحة في تاريخ السودان والبوسنة وتركيا.

ولد في السودان عام 1946 وتخرج من كلية الطب ببلغراد، وحصل على دبلوم الأمراض الباطنية من جامعة فيينا..

ارتبط الدكتور الفاتح بعلاقات قوية مع عدد من الشخصيات البارزة في العالم الإسلامي.. فقد عمل مستشارًا للرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش، وساهم بشكل كبير في بناء دولة البوسنة والهرسك من خلال تأسيس وكالة "العالم الثالث" التي كان لها دور أساسي في دعم الوجود الإسلامي في شرق أوروبا، وبخاصة في ألبانيا وكوسوفو.

أسس الدكتور الفاتح العديد من المشاريع التي كان لها تأثير كبير على المجتمعات الإسلامية، منها المجلس الإسلامي لشرق أوروبا والمدرسة العليا في إقليم بيهاغ بالبوسنة.. كما ساهم في نشر الثقافة الإسلامية عبر طباعة معاني القرآن الكريم بعدة لغات أوروبية وترجمة الكثير من الكتب الإسلامية إلى لغات شرق أوروبا.

علاقته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان كانت مميزة و تعود إلى سبعينيات القرن الـ20، حيث كان أردوغان يُكنّ له احتراماً عميقاً، ووصفه بـ"شيخه ومعلمه".. وعندما تفاقمت حالته الصحية في يوليو 2018 ، لم يتوانَ أردوغان عن إرسال طائرة إسعاف خاصة له لنقله إلى تركيا للعلاج.

نجله محمد الفاتح قال لوسائل الإعلام إن والده أدخل إلى العناية المركزة قبل أكثر من أسبوعين في أحد مستشفيات تركيا بعد معاناة من آثار التهاب رئوي حاد مضيفا أن جثمانه سيوارى الثرى في إحدى مقابر إسطنبول.