هل حدث "خرق أمني" في محاولة اغتيال ترامب؟

لا تزال "صدمة" محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تشغل العالم باستفسارات وتساؤلات وتحليلات.

جاء في مقدمتها سؤال: "كيف استطاع منفذ الهجوم توماس ماثيو كروكس الوصول ببندقيته إلى مكان يُفترض أن يكون مؤمناً من قبل عناصر الحماية.. والاقتراب من ترامب بصورة كافية مكّنته من إطلاق النار؟". خصوصا أن التحقيقات لم تكشف بعد ملابسات الواقعة ودوافع مرتكبها..

لكنَّ تحليلاً لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، أشار إلى أن محاولة الاغتيال تمثل "فشلا أمنيا"، ونقلت الشبكة عن خبراء أمنيين مطلعين على متطلبات الحفاظ على سلامة السياسيين قولهم، إن "فشلاً أمنياً أساسياً" أفسح المجال للمسلح بالاقتراب من ترامب إلى مسافة 135 متراً، وهي أقرب من المسافة التي يمكن لبندقيته "إيه.آر-15" استهدافها.. حيثُ يصل مدى البندقية المذكورة إلى 182 متراً..

التحليل ردَّ جزءاً من "الفشل الأمني" إلى "شجرة كبيرة في الموقع كانت تحجب الرؤية بين المسلح ووحدة إنفاذ القانون، التي تتولى عملية تأمين ترامب".

وبحسب الشبكة، فإن "وحدةً واحدة فقط من بين اثنتين تضمَّان عناصر إنفاذ القانون، كانتا فوق أسطح مستودعين خلف ترامب، تمكنت من الحصول على رؤية واضحة لمطلق النار، فيما لم تتمكن الأخرى بسبب الشجرة".

وتعاملت وحدة الخدمة السرية التي كشفت مكان منفذ الهجوم معه وأردوه قتيلاً، لكن بعد أن حقق إصابةً لترامب في أذنه اليمنى، وقتل أحد الحضور، وأصاب اثنين آخرين بجروح بالغة.

بينما نفى قائد فريق الأسلحة والتكتيكات الخاصة السابق "SWAT"، ستيف نوتنغهام، حدوث "عمليات البحث قبل الحدث، والمراقبة خلال الفعالية، للأماكن التي يمكن لمسلح أن يطلق النار منها".

وأضاف في مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية: "لقد كانوا متأخرين، لأنه كان ينبغي عليهم تغطية تلك الأماكن مسبقا"..

واستغرب الوكيل الأسبق لمكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في الولايات المتحدة "ATF" جيم كافانو الاختراق الأمني قائلاً لسكاي نيوز: "نظراً لكوني كنت جزءاً من فريق الخدمة السرية، فمن المدهش بالنسبة لي أن يكون شخص ما في موقع مرتفع، دون أن يعرف أحد عنه شيئا".

أما جهاز الخدمة السرية، فدافع عن نفسه بالقول إن "الطلقات جاءت على ما يبدو من خارج المنطقة التي يؤمنها الجهاز"..

ونفى متحدث باسم الخدمة تقارير "تزعم" أن الجهاز، رفض طلبات من حملة ترامب لتوفير مزيد من الأمن، وأكد رئيس الاتصالات في جهاز الخدمة السرية الأميركي، أنتوني جوجليلمي، في بيان: "هذا غير صحيح على الإطلاق. في الواقع، لقد أضفنا موارد وتقنيات وقدرات حماية كجزء من وتيرة السفر المتزايدة للحملة".

لكن وكيل مكتب التحقيقات الفدرالي، كيفن روجيك، قال لصحفيين، إن سلطات إنفاذ القانون "لم تكن على علم بوجود رجل على سطح المبنى، حتى بدأ في إطلاق النار".. مندهشاً من "عدد الطلقات التي تمكن المسلح من إطلاقها"..