في المنافسة بين المرشحين الديمقراطي جو بايدن، والجمهوري دونالد ترامب، لم تعد المشكلة في "عامل السنّ" ومدى أهلية كلٍّ منهما لقيادة أمريكا 4 سنوات قادمة، فقد استجدّ ما هو أقوى تأثيراً.

موجة التعاطف الجارفة بعد محاولة اغتيال ترامب، التي تشير الاستطلاعات إلى أنها في طريقها إلى نسف حظوظ بايدن بالوصول إلى البيت الأبيض، تحمل ترامب إلى حيثُ يريد له الجمهوريون أن يكون وهم من خلفه.

الأمر الذي يبدو أنه ضاعف من قلق الوجوه الديمقراطية الفاعلة في الحزب، وفي مقدمتها الرئيس الأسبق "باراك أوباما" الذي كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، أنه أبلغ حلفاء مؤخراً عن تدنّي فرصة الرئيس جو بايدن للفوز في الانتخابات المقبلة بشكل كبير، مفصحاً عن قناعته بحاجة بايدن إلى التفكير بجدية في جدوى ترشحه، ومعرباً عن قلقه من تراجع استطلاعات الرأي عن بايدن، ومن توسّع المسار الانتخابي للرئيس السابق دونالد ترامب، وتخلّي المانحين واحداً تلو الآخر عن الرئيس بايدن

ورغم تمسّك أعضاء حملة بايدن به كمرشح وحيد لقيادة السباق إلى البيت الأبيض أمام ترامب، ورفض بايدن الذي يعزل نفسه حالياً بسبب إصابته بكوفيد، الانسحاب من السباق الرئاسي حتى الآن، تشير المناقشات الأولية داخل الحزب الديمقراطي إلى أن بايدن سيدعو إلى المنافسة المفتوحة في مؤتمر الحزب المقبل.

حيث يبدو أنه قد استسلم للأمر سرّاً بحسب ما يُشاع في الأوساط الديمقراطية، ولن يطول الأمر حتى يقتنع بالانسحاب من السباق الرئاسي، بحسب ما تعتقد رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وأخبرت بعض الديمقراطيين في المجلس باعتقادها، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست

وخلال تلك المناقشات تم تحديد المرشحين المحتملين في خلافة بايدن كمرشح عن الحزب الديمقراطي، حيثُ تبدو كفة نائبته كامالا هاريس راجحةً إلى جانب حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، بصفتهما المرشحين الأوفر حظاً كبديل عن بايدن.

لكن الأمر محسوم بالنسبة لـ"نيوسوم" عند حدوث هذا السيناريو، بعد إعلانه أنه سيتجنب معركة محتملة وجهاً لوجه مع هاريس حول البيت الأبيض، في اعتراف واضح منه بأن محاولة تخطي كامالا كنائب للرئيس، وربما أول رئيسة سوداء، ليس بالقرار الحكيم.

وربما يتطلّع نيوسوم إلى فرصةٍ أفضل للترشح بعد 4 سنوات، وهو الأمر الذي يدفع بـ "هاريس" بصفتها نائبة للرئيس، لتكون المرشحة الأوفر حظًا، نظراً لأن لديها المطالبة الأكثر شرعية كونها مدرجة بالفعل في تذكرة 2024.