عالم المصريات السيسي لـ"إرم نيوز": الإعلان عن وجود كائنات فضائية مهم للبشرية

كشف عالم المصريات الدكتور وسيم السيسي، العديد من الأسرار عن الأهرام، والمصريين القدماء، قائلًا إن مصر تمتلك ثلث آثار العالم، وإنها "ثروة حضارية هائلة يجب الحفاظ عليها وتوثيقها على نحو مناسب".

الطبيب والجرَّاح السيسي، تطرق في حواره مع "إرم نيوز"، إلى عدد من القضايا والآراء الإشكالية ومنها الموقف من الحملة الفرنسية على مصر، والاعتقاد بوجود كائنات في كواكب أخرى، وقال في الحوار إن الإعلان عن وجود كائنات فضائية ستكون له آثار عميقة على البشرية.

كما تطرق إلى وضع المرأة في مصر القديمة، مشيرًا إلى أنه كان أفضل مما هو عليه في كثير من المجتمعات الحديثة، وأنها كانت تتمتع بمكانة اجتماعية وقانونية.

وتاليا نص الحوار:

كيف بدأت رحلتك في علم المصريات؟

في العام 1970، ذهبتُ إلى إنجلترا لتحضير الدكتوراة، وكنتُ مهتمًا بالشأن العام والكتابة بصحيفة "الديلي ميل"، لكن الحدث الأبرز الذي دفعني للاهتمام بهذا المجال، هو صدمتي من ردّ رجل نيجيري على آخر إنجليزي كان يتحدث عن عظمة الحضارة البريطانية بتفاخر وتباهٍ.

ففي مؤتمر علمي، تحدث الإنجليزي عن حضارة بلاده، فقاطعه النيجيري وقال له إن "الحضارة الأوروبية نشأت من الحضارة المصرية القديمة"، فغضب الإنجليزي وسأله عن دليله، فأجابه النيجيري بأسماء بعض الفلاسفة والعلماء الذين درسوا في مصر القديمة، فصفق له الحضور، وشعرتُ حينها بالخجل؛ لأنني لم أكن على دراية بتاريخ بلادي.

وفي مجلس العموم البريطاني، طالب أحد النواب برفض طلب رد رخصة قيادة الأمير فيليب، فرفض رئيس المجلس، وقال: "لن نردها حتى لو على رأسه ريشة".

وأخبرتُ حينها أحد أصدقائي البريطانيين أن المصريين يستخدمون تعبير "على رأسه ريشة" للدلالة على شخص مهم، حيث تُعدُّ "ريشة" رمزًا للعدالة والمساواة في الحضارة المصرية القديمة.

ماذا فعلت بعد العودة من إنجلترا؟

بعد عودتي من إنجلترا، بدأتُ في دراسة الحضارة المصرية القديمة ونشر مقالات عن اكتشافاتي في صحيفتي "الأهرام" و"روز اليوسف".

وتضمنت المقالات معلومات عن إنجازات الحضارة المصرية القديمة، مثل أول عملية مياه بيضاء وأول معاهدة سلام وأول سلم موسيقي، بالإضافة إلى وجود بعض الكلمات المصرية القديمة في اللغة العربية.

أكدت في وقت سابق أن "الحضارة المصرية القديمة هي أصل الحضارات الأخرى في العالم".. كيف؟

تؤكد الدراسات التاريخية، أن "الحضارة المصرية القديمة هي أقدم حضارة في العالم، وأنها امتدت لآلاف السنين".

غير أنّ أبحاث علماء المصريات، مثل أندريه بورشاه، ويجي فراندر سبيتري، وهيرودوت، تؤكد هذه الفكرة، وقد أثرت هذه الحضارة على الحضارات الأخرى في العديد من المجالات، كالعلوم والتكنولوجيا والسياسة والإدارة والفن.

وهناك أيضًا أدلة على أن الحضارة المصرية القديمة كانت أقدم بكثير مما كان يعتقد سابقًا، فقد وجد علماء الجينات أن "الجينات الموجودة في آسيا وأوروبا تنحدر من المصريين القدماء، وتشير بعض الدراسات إلى أن تاريخ الدولة المصرية القديمة يعود إلى 200 ألف سنة".

وهذه الأدلة تشير إلى أن هذه الحضارة كانت أكثر تقدمًا وازدهارًا مما كان يعتقد سابقًا، فهي ليست مجرد حضارة قديمة، بل هي حضارة غامضة مليئة بالأسرار التي لا تزال تثير اهتمام العلماء والباحثين.

           

ماذا عن الغموض الذي يكتنف "السيرابيوم"؟

"السيرابيوم" هو أحد الألغاز العديدة التي لا تزال تحيّر العلماء، فهو دليل على التقدم التكنولوجي والهندسي الذي حققه المصريون القدماء، ويشير إلى وجود أسرار لا تزال مدفونة في أعماق التاريخ.

و"السيرابيوم" مكان غامض يحتوي على توابيت حجرية ضخمة لا يعرف أحد ما داخلها، وحاول الكثيرون تفجير التوابيت بالديناميت، لكن دون جدوى.

وحاول الملك فاروق جرها بالأحبال بمساعدة 500 عامل، لكنهم فشلوا أيضًا، ولا يزال الغموض يكتنف السيرابيوم، ولا يعرف أحد ما وظيفته أو كيف نُقلت هذه التوابيت الضخمة إليه.

بالإضافة إلى السيرابيوم، هناك العديد من الألغاز الأخرى التي تُحيط بهذه الحضارة، مثل الأهرامات، وأشارت بعض الدراسات إلى أنها مقابر أو معابد أو محطات لتوليد الطاقة الكهربائية، ومع ذلك، لا يوجد إجماع علمي على أي من هذه التفسيرات.

هل كانت الأهرامات مقابر في مصر القديمة؟

وفقًا للكتب والمراجع، الأهرامات ليست مقابر؛ لأنّها لا تحتوي على مومياوات سوى مومياء رومانية واحدة، ولا تحتوي على كتابات تعاويذ كالتي في المقابر الأخرى، بالإضافة إلى أنّ وجود ثلاثة أهرامات لملك واحد، مثل سنفرو، يشير إلى أنّ لها وظائف أخرى غير الدفن.

هل كان المصريون يعملون بالسخرة في بناء الهرم؟

هناك العديد من المفاهيم الخاطئة بشأن بناء الأهرامات، أحدها أن المصريين كانوا يعملون بالسخرة، ومع ذلك، فإن الأدلة الأثرية والتاريخية لا تدعم هذه النظرية.

وتسجل البرديات تفاصيل عن بناء الهرم الأكبر في الجيزة، وهي تشير إلى أن العمال كانوا يتلقون الطعام والشراب والرعاية الطبية.

ذكرت سابقا أن "جينات المصريين ترتبط بجينات الملك توت عنخ آمون".. كيف ذلك؟

وجدت دراسة حديثة أن جينات المصريين المعاصرين تشبه إلى حد كبير جينات المصريين القدماء، حيث تشترك معهم بنسبة 97.8%.

وسبق أن أجرى أحد علماء الأثنولوجيا (علم الأعراق) دراسة خلص فيها إلى أن الغزوات التي تعرضت لها مصر على مدار 2500 عام، لم تؤثر في جينات المصريين؛ لأنهم كانوا يرفضون اختلاطهم بالمحتلين، ما أدى إلى الحفاظ على هويتهم وجيناتهم.

وأكدت دراسة أخرى أجرتها عالمة مصرية أن "نسبة كبيرة من جينات المصريين المسلمين والمسيحيين متشابهة، ما يشير إلى أنهم ينتمون إلى أصل واحد، وهذا سر قوتهم".

وخلصت الدراسات السابقة إلى أن "المصريين المعاصرين هم ورثة المصريين القدماء، وأنهم يتمتعون بهوية وجينات متشابهة".

هل كان وضع المرأة في مصر القديمة أقل من الرجل؟

لا، بل كان وضع المرأة في مصر القديمة أفضل مما هو عليه في كثير من المجتمعات الحديثة، ففي الأسرة الأولى، كانت الملكة نيت (عاشت في عهد الأسرة السادسة، وهي زوجة الملك بيبي الثاني، الذي حكم لفترة قد تصل إلى 94 عامًا) حاكمة قوية ومؤثرة.

وكان قانون الزواج في مصر القديمة ينص على أن للمرأة الحق في الحصول على مهرها ونصف ما جمعته مع زوجها في حالة طلاقها.

وكان للمرأة أيضًا الحق في تقديم شكوى ضد زوجها إذا عاملها بقسوة، وكان لها الحق في طلب الطلاق بعد تلقي ثلاثة إنذارات.

وفي حالة وفاة الأب، كانت الابنة الصغرى هي المسؤولة عن توزيع ثروته، بشرط أن تتخطى 16 سنة، حتى لا تتعرض للسرقة من إخوتها؛ وهذه الحقوق تشير إلى أن المرأة في مصر القديمة كانت تتمتع بمكانة اجتماعية وقانونية.

           

كيف تحدّث القرآن عن الحضارة المصرية القديمة؟

يشير القرآن إلى الحضارة المصرية القديمة في العديد من المواضع، فكلمة "إدريس" التي وردت في الكتاب تشير إلى الإله أوزوريس في الديانة المصرية القديمة.

ويشير القرآن إلى طريقة الصلاة التي كان يتبعها المصريون القدماء، والتي كانت تتميز بالسجود على الذقن، لمواجهة الإله وجهًا لوجه، وتوضح الجداريات القديمة صفوف المصلين وهم يتقدمهم الإمام، الذي يُسمى في اللغة المصرية القديمة "إمم".

ويشير القرآن أيضًا إلى الحج، الذي كان يُسمى في اللغة المصرية القديمة "حج آز" أو "حج حجاز"، ويعنيان "المتجه إلى النور"، ووردت في الكتاب كلمة "كعبة" التي تشير إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وهي أيضًا كلمة مصرية قديمة تعني "البيت المقدس".

لماذا ترى أن الحملة الفرنسية على مصر ليست غزوًا؟

من وجهة نظري، الحملة الفرنسية على مصر ليست غزوًا لأسباب، منها أن الهدف الرئيس من الحملة هو الوصول إلى الهند عن طريق مصر، وليس غزوها، بالإضافة إلى أن "القيادة الفرنسية في الحملة مكونة من علماء وخبراء في مختلف المجالات، وليس من جنرالات عسكريين".

وحملت البارجة الفرنسية التي وصلت إلى مصر 176 عالمًا، ما يشير إلى أن هدف الحملة كان علميًّا وليس عسكريًّا.

وأجرى العلماء الفرنسيون مسحًا كاملًا لمصر، وقدّموا مجلدًا عن الدولة الذي يُعدُّ من أهم المراجع التاريخية عن مصر القديمة.

هل تنجح حملات إعادة حجر رشيد؟

من المرجح ألّا تنجح حملات إعادة حجر رشيد، ولعل الحملات الشعبية التي تُطالب بإعادة رأس نفرتيتي-ولنا الحق في ذلك- إلى مصر، خير مثال على ذلك، لأنها لم تنجح حتى الآن.

هل تتفق على أن العالم الفرنسي شامبليون لم يكن أول مَن اكتشف اللغة المصرية القديمة؟

أتفق مع هذا الرأي، إذ إن هناك العديد من العلماء الذين سبقوا شامبليون حاولوا فك رموز اللغة المصرية القديمة.

وتوصل عالم المصريات الإنجليزي، توماس يونج، إلى نتائج مهمة، بعدما تمكّن من تحديد بعض الأصوات الهيروغليفية.

ماذا ينقص مصر للترويج إلى آثارها بالنحو المطلوب؟

تمتلك مصر ثلث آثار العالم، وهي ثروة حضارية هائلة يجب الحفاظ عليها وتوثيقها على نحو مناسب، ولكي يتم ذلك، فإننا نحتاج إلى تحسين جودة المرشدين السياحيين، وتعزيز حماية الآثار من العوامل الطبيعية والبشرية، وتصحيح الصورة النمطية عن المصريين القدماء.

ما سر إيمانك بوجود حضارات أخرى خارج كوكب الأرض؟

تشير تصريحات البنتاغون ووكالة "ناسا" ووزير الدفاع الكندي إلى أن "الولايات المتحدة تتواصل مع حضارات متقدمة تكنولوجيًّا من كوكب آخر"، وقد يكون هذا هو السبب وراء تقدمها السريع في العلوم والتكنولوجيا، لذا أهتم كثيرًا بهذا الأمر منذ السبعينيات.

وتشير التقارير إلى أن الحكومة الأمريكية على علم بوجود كائنات فضائية متقدمة تقنيًّا، وقد اقترح وزير الدفاع أيام الرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، هاري ترومان، ضربها عسكريًّا، لكن ترومان أوصى بعدم التعرض لها، لأن أسلحتها أقوى من أسلحة واشنطن.

ومن وجهة نظري، الإعلان عن وجود كائنات فضائية سيكون تحولًا كبيرًا في العالم، وقد تكون له آثار عميقة على البشرية.