في مشهد مروّع، استيقظ سكان ولاية البحر الأحمر شرق السودان على كارثة غير مسبوقة، حيث أدى انهيار سد أربعات الذي يقع على بُعد 40 كيلومتراً شمال مدينة بورتسودان، إلى غرق قرى بأكملها تحت المياه الجارفة مما أسفر عن مقتل العشرات وفقدان أكثر من 100 شخص.

هذا السد الذي كان يشكّل المصدر الرئيسي لمياه الشرب لسكان بورتسودان انهار تحت وطأة الأمطار الغزيرة والسيول العاتية التي لم تشهد المنطقة مثيلاً لها منذ سنوات.

الكارثة لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت آثارها لتقطع الطريق الدائري الشرقي الذي يربط السودان بمصر، مما تسبب في شلل تام لحركة المرور وتكدس المركبات على الطريق الحيوي.. في الوقت ذاته، تجتاح حالة من الهلع والذعر سكان المناطق المتضررة، حيث جرفت السيول سيارات ونفقت أعداد هائلة من الماشية، وانهارت آلاف المنازل والمخيمات؛ مما زاد معاناة الأهالي الذين فقدوا كل شيء بين ليلة وضحاها.

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، يعجز رجال الإنقاذ عن الوصول إلى العديد من المناطق المحاصرة بالمياه جنوبي الولاية، مما يزيد احتمالية ارتفاع عدد الضحايا

توقعت وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية استمرار هطول أمطار مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية وسيول حتى منتصف سبتمبر، ويُخشى تفاقم الأوضاع وانتشار الأمراض خاصة الكوليرا التي بدأت بالفعل تهدد حياة الآلاف.. إنها كارثة تضرب عمق السودان وتستدعي استجابة فورية من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.