هجوم غير مسبوق على حزب الله.. تفجيرات "البيجر" التي وقعت أخيرًا كشفت تعقيد العملية الاستخباراتية الإسرائيلية التي استهدفت كوادر الدعم اللوجستي للحزب.

هذه الضربة، وفق الخبراء، لم تستهدف القيادات العسكرية الميدانية، بل ركزت على أفراد أقل فاعلية يعملون في خدمات لوجستية حيوية، مثل الإسعاف، والمنظومة الصحية، وخدمات الإطعام.

الفيديوهات المنتشرة حول التفجيرات أظهرت أن معظم الضحايا كانوا أشخاصًا عاديين في حياتهم اليومية، من بينهم نساء وشبان على دراجات نارية، إلا أن جميعهم ينتمون لحزب الله. نجل النائب في حزب الله محمد رعد كان أحد القتلى، وكان يعمل في المجال الإعلامي من دون أي دور عسكري مباشر.

الحزب كان قد وزع أخيرًا أجهزة "البيجر" لعناصر الدعم اللوجستي بدلاً من الهواتف المحمولة، ما جعلهم هدفًا لهذه الضربة.

وبينما كانت الضربة قوية ومعقدة، يؤكد الخبراء أنها لن تؤثر على القدرات العسكرية الأساسية للحزب، لكنها تكشف هشاشة بعض منظوماته اللوجستية وتوفر فرصة لتحليل مدى فاعلية الإجراءات الأمنية الداخلية للحزب في مواجهة هذا النوع من الهجمات المتطورة.

رغم أن الهجوم استهدف عناصر غير عسكرية، فإنه يحمل رسالة واضحة بأن الجهد الاستخباراتي الإسرائيلي يركز على زعزعة البنية التحتية الخفية لحزب الله، التي تسهم في دعمه على الجبهات.

 تفجيرات "البيجر" تبرز تطورا جديدا في أساليب الحرب الهجينة، إذ يستهدف الجانب اللوجستي، مما يفرض تحديات كبيرة أمام الحزب في كيفية حماية عناصره غير القتالية، وهو ما قد يدفعه إلى مراجعة إستراتيجياته الأمنية بشكل عاجل؛ لتجنب تكرار مثل هذه الهجمات.