الجميع يتفق على أن أيام نتنياهو السياسية أصبحت معدودة، ولكن النهج الذي أسسه سيكون من الصعب جداً تغييره ..

صحيفة الغارديان البريطانية تقول بأن "عقيدة نتنياهو" ستستمر في إسرائيل حتى بعد رحيله عن السلطة، ويشير تقرير الصحيفة المطوّل إلى أن النهج الذي وضعه سيبقى صعب التغيير.

فنتنياهو الذي تولى رئاسة الحكومة لأول مرة في 1996، قاد إسرائيل نحو اليمين وحاول ترسيخ صورة له كحامٍ لإسرائيل، مُشيدًا بالفترة التي قضاها في السلطة والتي وصفها بالسلم والازدهار.. وتحت حكوماته، تم تطوير نظام القبة الحديدية وإقامة جدار بطول 40 ميلاً، إلى جانب تحديثات أمنية بتكلفة 1.1 مليار دولار.

لكن هجوم حماس في أكتوبر أظهر هشاشة الأوهام التي بنيت عليها إسرائيل ..

وحتى أن معارضي نتنياهو السياسيين اتبعوا أيضًا نهجه وعقيدته؛ فحكومة "لابيد-بينت"، التي جاءت بعد نتنياهو، والتي لم تستمر طويلاً استمرت في سياساته اليمينية وتعميقها أيضاً.

تقول الغارديان إن عقيدة نتنياهو تتسم بالاعتماد على التكنولوجيا والقوة النارية، ولم ترسم طريقًا لإسرائيل خارج اعتمادها على الولايات المتحدة.. ومع تراجع شعبيته وتورطه في قضايا فساد، يظهر هجوم حماس في السابع من أكتوبر أن نتنياهو فشل في جعل إسرائيل أكثر أمانًا، وأن النهج السابق لا يضمن الاستقرار.

وبالتالي فإن رحيل نتنياهو قد يكون نهاية لفترة زمنية، ولكن عقيدته ستظل تحيط بإسرائيل، حتى بعد فترة طويلة من رحيله، فإسرائيل محاصرة بالظروف التي خلقها نتنياهو.

وبحسب الصحيفة البريطانية: "إذا كان هناك أي أمل في أن تتخلص إسرائيل من إرث نتنياهو، فسيكون من قائد جديد لم يعرف اسمه بعد ولم يظهر على الساحة، ويتحلى بالشجاعة لدفع إسرائيل مجددًا نحو مسار السلام".