أتلانتروبا.. عندما يطرح العلم فكرة أشبه بالجنون كان تطبيقها سيغير وجه الخارطة إلى الأبد، وتحويل البحر الأبيض المتوسط إلى بحيرة عملاقة.
هو مشروع عملاق تقدم به مهندس ألماني يدعى هيرمان سورجيل في 1 مارس 1928، ويقضي بإنشاء سد عملاق في مضيق جبل طارق يغلق تماما البحر الأبيض المتوسط بهدف توليد الطاقة الكهرومائية.

وحاول المهندس الألماني إقناع العديد من الدول على البحر الأبيض للمساهمة وتطبيق المشروع العملاق حتى وفاته في عام 1952 ولكنه فشل في مساعيه.. رغم أن المشروع حظي باهتمام واسع من قبل الرأي العام الأوروبي في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين.

ويخطط المشروع لإقامة سد كهرومائي، بطول 35 كيلومترا وقاعدة بعرض 2.5 كلم، يغلق مضيق جبل طارق، والذي كان سيوفر صبيبا يقدر بـ 80 ألف متر مكعب في الثانية وطاقة كهرومائية تتجاوز 50 ألف ميغاواط، أي ما يعادل إنتاج 31 مفاعلا نوويا.

كان السد سيؤدي إلى انخفاض مستوى البحر الأبيض المتوسط ب 200 متر (600 قدم) بوتيرة 80 سم سنويا خلال قرنين من الزمن، وإلى إضافة 600 ألف كلم² من الأراضي إلى اليابسة، أي ما يعادل تقريبا مساحة فرنسا، خصوصا في البحر الأدرياتيكي وشمال أفريقيا وبحر إيجه.

مشروع كان كفيلا بالتسبب بحبس مجرى مياه الأطلسي عن البحر الأبيض، ما يؤدي لظهور أراض جديدة من اليابسة بمحاذاة الشواطئ التي نعرفها اليوم.

فتخيل لو نفذ المشروع، لكانت هناك أراض شمال الشواطئ المصرية، وكذلك شواطئ بلاد الشام وشمال الأراضي الليبية والجزائرية والتونسية والمغربية المحاذية للبحر، وكذلك الأمر على الشواطئ الأوروبية المحاذية لمياه المتوسط.

ولكن أغرب تغير جغرافي كان من الممكن حدوثه، هو اتصال اليابسة بين أفريقيا وأوروبا عبر يابسة تمتد من شمال تونس حتى جنوب إيطاليا وتتصل بخليج جنوى.. مشروع مات بموت صاحبه ولكن الفكرة لا تموت.