رئيس وزراء كوريا الجنوبية: حرائق الغابات هي الأسوأ في تاريخ البلاد والوضع ليس جيدا
ضمن إطار "التحركات الطبيعية والاعتيادية والروتينية"، هكذا فسر خبراء ومحللون ما تم تداوله في وسائل الإعلام الغربية لصور أقمار صناعية تجارية قيل إنها تشير لمغادرة سفن حربية روسية قاعدة طرطوس في سوريا، فما الذي حدث؟ وأين ذهبت تلك السفن إذاً؟
لمدة ثلاثة أيام، الخبير العسكري الاستراتيجي سيرغي شاشكوف، كشف أن القطع البحرية الروسية غادرت قاعدة طرطوس لإجراء تدريبات عسكرية تتضمن إطلاق صواريخ فرط صوتية في شرق البحر الأبيض المتوسط، إذ كانت تلك المناورات ضمن برنامج تدريب قتالي، وأنّ السفن عادت إلى طرطوس..
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن إطلاق الصواريخ عالية الدقة باتجاه البحر والجو في شرق البحر المتوسط يهدف إلى اختبار أساليب العمل المشترك للقوات البحرية والجوية الروسية.
المزاعم الأخيرة حول الانسحاب الروسي من قاعدة طرطوس جاءت بالتزامن مع معارك اشتدت ضراوتها في الساعات الأخيرة على تخوم حماة، فوضعت الفصائل المسلحة المدينة بين "فكي كماشة"، كما وصفها البعض، بعدما شرعت في تنفيذ عملية تطويق المدينة من الشرق والغرب.
بينما ركز الجيش السوري دفاعاته في جبل زين العابدين، الذي يعد موقعًا إستراتيجيًا يطل على مدينة حماة، مما أعطى القوات الحكومية تفوقًا تكتيكيًا في مواجهة محاولات التقدم.
وكتب ديفيد آكس، الكاتب في الشؤون العسكرية في صحيفة تلغراف البريطانية، أنه إذا تمكنت الفصائل المسلحة من دخول حماة، فقد تبدأ بالضغط على الساحل السوري، حيث توجد القاعدة الوحيدة البحرية الروسية على البحر الأبيض المتوسط في مدينة طرطوس، في وقت تغلق فيه تركيا مضيق البوسفور أمام السفن الحربية الأجنبية.
وبالتالي من وجهة نظر الكاتب، فإن خسارة القاعدة في طرطوس ستكون كارثية، فلا شيء يعوض البنية التحتية الساحلية الحيوية في المدينة إلا استعادة الوصول إلى البحر المتوسط عبر مضيق البوسفور، وهو أمر رآه الكاتب صعب المنال في وقت تستعر فيه الحرب في أوكرانيا وتتزايد التهديدات يومًا بعد يوم.
وفي المقابل، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن البحرية الروسية أطلقت صواريخ موجهة من قاعدتها في طرطوس، مستهدفةً مواقع الفصائل المسلحة في مناطق المواجهات بريف حماة.
وتعليقًا على مزاعم الانسحاب الروسي، أكد خبراء عسكريون وسياسيون أن تضخيم التحركات الروتينية وتوظيفها في سياقات تثير القلق يعكس تفوق الماكينة الإعلامية المناوئة، مؤكدين أن الجانب الروسي يتعامل مع المرحلة بدقة وأن أي تحركات عسكرية أو تدريبية تُجرى لدواعٍ أمنية يتم التخطيط لها مسبقًا، والواقع والميدان هما الفيصل في كل ما يحدث.