حزب الله يقول إنّه تصدى لـ"محاولة تسلل" إسرائيلية في قرية حدودية بجنوب لبنان

logo
كيف تحولت السلفادور من بلاد للجريمة إلى مضرب مثل بالأمان؟
فيديو

كيف تحولت السلفادور من بلاد للجريمة إلى مضرب مثل بالأمان؟

13 سبتمبر 2024، 9:25 م

عند الحديث عن السلفادور، فإن الذاكرة تأخذنا برحلة سريعة لمشاهد الدماء والقتل، ولقطات السرقة والمخدرات وخبايا السجون والعنف العصابي الذي يعد تقليدا في كل حي، أما اليوم في 2024، فإن السلفادور باتت تنافس كندا على لقب البلد الأكثر أمنا في الأمريكتين، فكيف انقلب الحال في بلاد الجريمة لتصبح أرضا خصبة للأمان؟

في عام 2019 تسلم الرئيس نجيب بوكيلي زمام الأمور في السلفادور، وهو سياسي ورجل أعمال سلفادوري من أصول فلسطينية، متعهدا بسحق رؤوس عصابات الخطف والجريمة، فخاض ما هو أشبه بسياسة الأرض المحروقة، وتعهد بمضاعفة حجم الجيش، وسيطر على البرلمان، وأرسل قوات مسلحة رابطت في أكثر الشوارع خطورة، وأصدر قانونا قضائيا يلغي حق المواطن بالمساءلة عند اعتقاله، ما أتاح للسلطة اعتقال من تريد بالوقت التي تريد.

سخر ميزانية السلفادور لخدمة الجيش والشرطة ومراكز الأمن وتوابعها، وحذر دول الجوار من التدخل بشؤون بلاده، وزرع على الحدود جيوشا مهتمها فقط رصد الخارج والداخل من الأفراد. قبضة بوكيلي الحديدة أثارت الرعب في سكان أحياء العاصمة، فعمليات الاعتقال تجاوزت الـ80 ألف شخص عام 2022، السنة التي أعلن فيها حالة طوارئ لاجتثاث الجريمة وإحلال الأمن، وهو الأمر الذي نجح فيه لاحقا، بعدما كانت السلفادور عاصمة جرائم القتل في العالم عام 2015، حيث سجلت أكثر من 6500 جريمة قتل آنذاك، مع أضعاف أضعاف هذه الأرقام من جرائم السرقة وغيرها.

بوكيلي "الرئيس المودرن" الذي يهتم بالسوشال ميديا كثيرا، ولا يتجاوز عمره الـ42 عاما، نجح خلال سنوات بتحويل السلفادور لبلد آمن، حيث انخفض عدد جرائم القتل بنسبة 70% عام 2023، وفقا لأرقام الحكومة، وهو أدنى معدل جرائم قتل في البلاد منذ ثلاثة عقود، لكن هذا كان بفاتورة أرخت بظلالها على جوانب أخرى في السلفادور.

على ألسنة السلفادوريين أنفسهم، يروي مقال للرأي كُتب في وول ستريت جورنال، كيف عانت آلاف العائلات من الظلم بعد حملة الاعتقالات الشرسة التي خاضتها السلطة يمينا وشمالا، فاختلط البريء بالمجرم وسُجن الآلاف وهم أبرياء لمجرد أن الحكومة شكت في تورطهم بجريمة ما، وكان بينهم آلاف الأطفال الذين لم يعودوا ديارهم حتى اليوم. هُمش المثقفون والمعارضون تماما، حتى إن أكبر جامعات البلاد وهي جامعة السلفادور باتت تعاني نقصا حادا في التمويل وعلقت فصولها الدراسية، وبات الحرم الجامعي مخصصا لمسابقات الرياضة وغيرها من الأنشطة.

في العموم دفع المواطن في السلفادور ضريبة الأمان في نواحي أخرى، لكنه حصد بالمقابل ما كان يراه حلما في بلاد القتل، وبات رئيس البلاد بوكيلي ساحرا بقبضة من حديد، ويحظى بدعم شعبي تجاوز وفق استطلاعات الرأي العام الماضي حاجز الـ90 في المئة، بل إن بلدانا مثل تشيلي والأرجنتين باتت تطالب بحاكم مثله، وبنهج حكومي يشبه نهج السلفادور.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC