غيرت المعادلة على الأرض.. ماذا تخطط إسرائيل في جنوب سوريا؟ (فيديو إرم)

ضربةٌ تلو الأخرى.. انفجاراتٌ تهزّ جنوبي دمشق وريف درعا.. غاراتٌ إسرائيلية تضع المنطقة على فوهة البركان، فماذا تخطّط تل أبيب في الجنوب السوري؟

لم تكن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا مجرد عمليةٍ عابرة.. بل جاءت كرسالة نارية تحمل تحذيرًا صارخًا: تل أبيب لن تقبل بوجود تهديد على حدودها الشمالية. هكذا جاء على لسان مسؤوليها.

ساعاتٌ فقط بعد اختتام مؤتمر الحوار الوطني السوري، والذي طالب بانسحاب إسرائيلي فوري من الأراضي السورية، حتى ردّت تل أبيب كخطوة استباقية.. ولكن بالنار، خاصة بعد أن تحدث الرئيس السوري أحمد الشرع خلال المؤتمر بلغة صارمة عن ضرورة توحيد السلاح بيد الدولة السورية، وهو ما قد يمهد لفرضه بالقوة في الجنوب، الأمر الذي دفع إسرائيل لاتخاذ هذه الخطوة التصعيدية، في محاولة لمنع أي تغيير في موازين القوى على حدودها الشمالية.

وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس خرج متوعدًا "لن نسمح بأن يتحوّل جنوب سوريا إلى جنوب لبنان جديد".. تهديد صريح جاء بعد غارات عنيفة استهدفت مراكز قيادة ومستودعات أسلحة في ريف دمشق ودرعا.. لكن لماذا الآن؟ وما هو الهدف الحقيقي؟

تحليلات عسكرية تشير إلى أن إسرائيل تنفّذ استراتيجية جديدة تقوم على نزع السلاح جنوب سوريا، وهي خطوة يرى مراقبون أنها تمهيد لفرض منطقةٍ أمنية جديدة، أشبه بتلك التي أقامتها في جنوب لبنان خلال الثمانينيات.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" كشفت عن خطط لإنشاء نظام دفاعي بري ثلاثي الطبقات، يمتد من غزة إلى لبنان، مرورًا بسوريا.. ما يعني أن تل أبيب قد بدأت بالفعل بتغيير قواعد الاشتباك على الأرض.

إسرائيل ترسم معادلة جديدة في الجنوب السوري، تعتمد على الضربات الاستباقية ورسائل النار، لمنع أي وجود عسكري ترى فيه تهديدًا لأمنها.. لكن السؤال الأهم: هل ستبقى هذه الاستراتيجية مجرد غارات متفرقة، أم أننا أمام تصعيد أوسع قد يعيد رسم خارطة النفوذ في سوريا؟ وما هو الرد السوري على هذه المعادلة الجديدة؟