logo
"مفاتيح القتل في الطائرات".. كيف تسيطر أمريكا على سماء الحلفاء؟
فيديو

"مفاتيح القتل في الطائرات".. كيف تسيطر أمريكا على سماء الحلفاء؟

18 مارس 2025، 7:32 ص

في سماء الحروب الحديثة، حيث تتداخل التكنولوجيا مع الاستراتيجيات العسكرية، تبرز الطائرات الحربية الأمريكية كرمز ربما لا يختلف كثيرون على تفوقه الجوي بالقوة والمناورة والقدرة على تنفيذ المهام المعقدة لكن وراء هذه القوة الجوية برز مصطلح "مفاتيح القتل السرية" فما هي، وما علاقتها بالطائرات الأمريكية؟ وهل حقًا تستطيع أمريكا إغلاق سماء الحلفاء بكبسة زر ؟
تُصنف الولايات المتحدة مقاتلاتها الحربية بناءً على عدة معايير تتعلق بالأدوار التكتيكية التي تؤديها الطائرات؛ إذ تعتمد التصنيفات على القدرات التقنية والتكتيكية ، مثل القدرة على المناورة، السرعة، التحمل، التسليح، وغيرها من العوامل وإذا أردنا الغوص في تفاصيل تلك الطائرات فمما لاشك فيه أن أمريكا تمكنت من رسم أدق التفاصيل لأسطولها الجوي في الحقيقة، وحتى في أفلام الأكشن؛ ما عبّد الطريق أمام البعض لإطلاق مصطلح "مفاتيح القتل" ..
أسطورة "مفاتيح القتل"
يشير أصحاب هذا المصطلح إلى أنّ السيطرة الأمريكية على الطائرات الحربية لا تقتصر فقط على قوتها العسكرية، بل تشمل قدرة واشنطن على التحكم في برمجياتها حيث يقال إن مفاتيح القتل تمنح أمريكا القدرة على تعطيل أو تعديل استخدام الطائرات إذا اقتضت الضرورة، وبحسب تقرير حديث لصحيفة تلغراف البريطانية فإن قدرة الولايات المتحدة على تشغيل مفتاح يجعلها غير صالحة للعمل كان موضوع تكهنات منذ فترة طويلة، لكن حتى الآن لم يتم إثباتها بالدليل القاطع..
موقع TMZ فسر أن مفتاح الإيقاف أو القتل ليس ضروريًا لتعطيل طائرات بل يكفي قطع الدعم اللوجستي والشبكات الأمريكية وسلاسل الصيانة لتحويلها إلى طائرات غير صالحة للاستخدام، حتى لو تمكنت من الطيران، سيكون ذلك بقدرة متدهورة.. 
F-35 والاتحاد الأوروبي
الادعاءات بامتلاك مفاتيح القتل ليست جديدة، ولكنها عادت للظهور عقب قرار الحكومة الأمريكية بقطع المساعدات العسكرية والاستخباراتية عن أوكرانيا عقب المناوشات التي دارت بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض، حيث تساءلت وسائل إعلام أوروبية حول إمكانية استمرار الدعم الأمريكي لحلف شمال الأطلسي، كما تم نشر قصص تتناول ولو جزئيًا، إمكانية استخدام "مفتاح إيقاف" في طائرات إف-35، صحيفة تلغراف البريطانية لفتت النظر إلى صفقة الطائرات التي قالت إنه من المقرر أن تحصل ألمانيا بموجبها على 35 من أكثر الطائرات المقاتلة تقدما في العالم مقابل 8.3 مليار يورو العام المقبل من الولايات المتحدة، لكن مسؤولين يخشون أن يتمكن الرئيس الأمريكي من إيقاف إمدادات طائرات إف-35 المقاتلة الأمريكية المتجهة إلى ألمانيا بضغطة زر تعرف باسم "مفتاح القتل"
للرد على تلك التقارير صرّح رئيس أركان الدفاع البلجيكي، الجنرال فريدريك فانسينا، قائلا لصحيفة لا درنيير هير البلجيكية: "ليس لدينا ما يشير إلى إمكانية ذلك إف-35 ليست طائرة تُدار عن بُعد، يعتمد البرنامج على دعم لوجستي عالمي، مع تداول قطع الغيار بين الدول المُستخدمة." في حين أكدت وزارة الدفاع السويسرية مؤخرًا أن طائراتها من طراز إف-35 يمكن استخدامها بشكل مستقل.
في تفسيره لما قد يحدث، قال فيليب إنغرام، الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية البريطانية، إن طائرة F-35 تشبه "كمبيوترا طائرا" يحتوي على أكثر من "ثمانية ملايين سطر من التعليمات البرمجية" تعتمد على "أنظمة لوجستية متكاملة" والمفتاح في هذا النظام هو نظام المعلومات اللوجستية المستقل "ALIS" ، الذي تم استبداله لاحقًا بـ شبكة البيانات التشغيلية المتكاملة ODIN ، والفكرة تكمن في أن هذا النظام الشبكي يمكّن الجيوش الأجنبية
أو مشغلي الطائرات من الاتصال بالبنية التحتية التي تديرها أمريكا للوصول إلى البيانات التشغيلية إلا أن إنغرام أكد أن نظام "ALIS" لا يتحكم في قدرة الطائرة على الطيران، بل هو أداة دعم فني، ويمكن للمشغلين تشغيل الطائرة دون النظام لكن ذلك سيؤدي إلى صداع لوجسيتي..
F-15  في أوكرانيا
"يبدو أن أوكرانيا مثالٌ مبكرٌ على هذه المشكلة" هذا ما ورد في تقرير "إندبندنت" البريطانية التي قالت إن تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا لا يعني أن بإمكان واشنطن إيقاف طائرات إف-16 المقاتلة التي أرسلتها بالفعل إلى كييف، لكن مع ذلك يمكنها رفض تحديث نظام التشويش الإلكتروني AN/ALQ-131 الذي تستخدمه هذه الطائرات لصد الدفاعات الجوية الروسية. وهذا من شأنه أن يُقلل بشكل كبير من قوة طائرات إف-16.
حيث ظهرت تقارير تفيد بأن طائرات إف-16 التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا المتحدة توقفت عن العمل، ورغم أن هذا كان بسبب تعليق الدعم لأنظمة الرادار وليس إيقاف تشغيلها، إلا أن يواكيم شرانزهوفر، رئيس الاتصالات في شركة الأسلحة الألمانية هينسولدت، قال لصحيفة بيلد الألمانية إن "مفتاح القتل أكثر من مجرد شائعة"
الخاتمة
السرية الشديدة التي لا تزال تحيط بجزء كبير من برامج الطائرات المقاتلة الأمريكية لا تزيد الأمر إلا تعقيدا بما ذلك الضوابط الصارمة المفروضة على كل مكون من مكونات الطائرة، وهو ما يفتح المجال أمام الكثير من التكهنات أو كما يصفها البعض بالأساطير ومن بينها أسطورة "مفاتيح القتل"، خاصة في ظل تطورات دولية تصبغها التوترات بين قادة أوروبا والإدارة الأمريكية الجديدة

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC