موسكو تقول إنّ عملية كورسك فشلت في إبطاء تقدم موسكو في شرق أوكرانيا، وكييف تقول إن الهجوم على كورسك ناجح وإن موسكو لم تحقق أي تقدم على الميدان منذ 6 أيام... إنها "حرب الكلام" أو الحرب الدعائية التي علت وتيرتها في الساعات الأخيرة، تزامنا مع احتدام الصراع على الأرض.
هذه الحرب وجدت لها أرضية ملائمة، مع ضبابية الوضع على الأرض، فأوكرانيا تؤكد أنها سيطرت على أكثر من 100 بلدة في كورسك وأنها أوقعت خسائر فادحة بالقوات الروسية، بينما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قوات بلاده بدأت بطرد القوات الأوكرانية من كورسك "تدريجيا".
وتتحدث وزارة الدفاع الروسية عن أرقام تبدو "خيالية" للخسائر التي أوقعتها بالقوات الأوكرانية، وهو النهج الذي تعتمده كييف أيضا "للتسويق الداخلي" بأن خيارها التوغل في كورسك ليس مغامرة، وقد لا يكون مجرد بداية للوصول إلى العمق الروسي...
وبين الروايتين الروسية والأوكرانية تطفو الضبابية على السطح ويبدو أن كل طرف يرغب في "لعب أوراقه" الدعائية حتى الرمق الأخير من أجل إجبار خصمه على التنازل والانجرار إلى السلام.
الروايتان المتضاربتان تزامنتا مع قمة لحلفاء أوكرانيا، تنعقد الجمعة في ألمانيا، لمناقشة المساعدات العسكرية لكييف، وبينما بدأ الضخ الغربي لتسليح الجيش الأوكراني يتصاعد، بإعلان واشنطن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 250 مليون دولار، وإعلان بريطانيا نيتها دعم كييف بصواريخ بقيمة 200 مليون دولار.