logo
العالم

وسط ضغط دولي.. إلى أين يقود مادورو أزمة فنزويلا المتصاعدة؟

وسط ضغط دولي.. إلى أين يقود مادورو أزمة فنزويلا المتصاعدة؟
نيكولاس مادوروالمصدر: رويترز
27 أغسطس 2024، 8:24 ص

تباينت آراء المحللين حول السيناريوهات المتوقعة للأزمة السياسية في فنزويلا وقدرة المعارضة على تحقيق أهدافها، وسط ضغط دولي تقوده الولايات المتحدة.

وطالبت المعارضة الفنزويلية بإجراء تحقيق دولي "محايد" حول نتائج الانتخابات الفنزويلية الأخيرة، وأيدها في ذلك دول البرازيل وكولومبيا والمكسيك، في بيان مشترك، وسط حديث عن نفوذ أمريكي يقود هذه التحركات.

ورأى محللون أن "إجراء تحقيق من هذا النوع يعد خطوة مهمة نحو حل هذا النزاع، بين الرئيس نيكولاس مادورو، ومرشح المعارضة، إدموندو جونزاليس أوروتيا".

في المقابل، يرى محللون آخرون أن الأزمة لن تحل بهذا النوع من التحقيقات، وأشاروا إلى أن "الاهتمام الأمريكي المستمر بفنزويلا يأتي لأسباب جيوسياسية واقتصادية وإستراتيجية".

خطوة مهمة

وقال محمد المودن أستاذ التواصل السياسي بجامعة كادس إشبيلية والخبير في شؤون أمريكا اللاتينية، إن "إجراء تحقيق دولي حول نتائج الانتخابات الفنزويلية قد يكون خطوة مهمة نحو حل النزاع، لكنه ليس حلاً بحد ذاته".

وأضاف في حديثه لـ "إرم نيوز" أن "التحقيق المستقل والشفاف من الممكن أن يساعد على استعادة الثقة بالنظام الانتخابي وفتح الطريق أمام انتخابات نزيهة وحرة".

واستدرك قائلاً: "مع ذلك، فإن تعقيد النزاع الفنزويلي، الذي يشمل عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة، يعني أن الحل سيتطلب نهجاً أوسع يشمل الحوار، والإصلاحات المؤسسية، والدعم الدولي".

وأشار المودن إلى التعقيدات الداخلية المتعلقة بالأزمة، قائلاً إن "الرئيس مادورو لا يثق بكل القوى المعارضة في ظل رؤيته بأن لها أجندات دولية يصفها بالاستعمارية".

وأردف قائلاً: "في بعض الأحيان، هناك نوع من المنطق في هذا التصور، لا سيما أن هناك دولاً عظمى تتدخل عبر المعارضة في العديد من الدول"، مؤكداً أن "أزمة فنزويلا تحتاج إلى معالجة أوسع، لا تقصى فيها المعارضة أو الحكومة، والاعتماد على المفاوضات الداخلية للوصول إلى حل معتدل".

 وعن الاهتمام الأمريكي المستمر بفنزويلا، رأى الخبير أن "تأمين الوصول إلى الموارد النفطية الهائلة في فنزويلا يأتي في صدارة الاهتمامات  الأمريكية".

ورأى المودن أن "الصراع مع الصين، والحرب في أوكرانيا، والحرب الإسرائيلية على غزة، هي عوامل قد تشجع الولايات المتحدة على البحث عن دور أكبر في تشكيل وتوجيه الأزمة في فنزويلا، في محاولة لتعزيز موقفها في مشهد عالمي يزداد توتراً".

وتطرق إلى "ضلع أساسي يتعلق بالرغبة الأمريكية في السيطرة على الحديقة الخلفية لها في أمريكا اللاتينية في ظل الخشية من تسلل الصين إلى هذه المنطقة أو وُجود روسي يرسخ أقدام موسكو هناك".

ضغط الشارع

من جهته، أكد سي لحبيب شباط الخبير في العلاقات الدولية، أن "هناك إصراراً من الولايات المتحدة والدول المجاورة لفنزويلا والاتحاد الأوروبي على عدم الاعتراف بفوز مادورو، ما يضع الأخير في وضعية صعبة تذهب إلى عزلة دولية أكثر مما كان عليه في السنوات الماضية".

وقال في حديثه لـ "إرم نيوز" إن "ضغط الشارع الفنزويلي المصاحب لهذا المشهد، سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الأمني، ما يشعل فتيل الاحتقان الشعبي بين فئات المجتمع الفنزويلي غير المنسجم اجتماعياً والمتفاوت اقتصادياً".

ورأى شباط أن "الأزمة الحالية قد تشكل بداية سقوط نظام مادورو، الذي يشكل نوعاً من القلق لأنظمة غربية، لا سيما أن سياسته تتجه عكس السياسة الأمريكية، وأن فنزويلا تمثل البلد صاحب الاحتياطي النفطي الأكبر في العالم، ولها موقف مؤيد من الحرب الروسية على أوكرانيا لصالح موسكو".

وأضاف أن "الاحتمالات كافة حول التعامل مع الانتخابات الفنزويلية من حيث إجراء تحقيق دولي في النتيجة أو ما شابه ذلك، متوفرة وموضوعة على الطاولة بما فيها فرض عقوبات دولية وكذلك تعيين لجان أممية من أجل التحقيق في التجاوزات غير القانونية تجاه زعماء المعارضة وكذلك تجاه المتظاهرين ممن رفضوا نتائج الانتخابات، ليبقى الصراع مفتوحاً بين ضغط الشارع والمجتمع الدولي والنظام".

واعتبر أن "خبراء الأمم المتحدة فحصوا المحاضر التي نشرت، والتي تؤكد بجلاء فوز مرشح المعارضة، إدموندو جونزاليس أوروتيا بنسبة 64% مقابل 30% لمادورو، الأمر الذي يؤجج من ضغط أمريكا والمجتمع الدولي من أجل اعتراف مادورو بالهزيمة وفتح المجال للتناوب السلمي وتسليم السلطة بشكل سليم بعد عقود لحكم أقل ما يوصف بأنه شعبوي".

القبضة الأمريكية

بدوره، رأى بلال رامز بكري المحلل السياسي المختص في شؤون أمريكا اللاتينية، أن "الولايات المتحدة تريد إحكام قبضتها على الموارد والخدمات، وأن تتحكم في جزء من حديقتها الخلفية في أمريكا اللاتينية بشكل مطلق".

وقال إن "واشنطن تواجَه بتعنت من حكومة مادورو بعدم تسليم البلاد بالكامل لها، في ظل اعتماد الرئيس الفنزويلي على قوتين، داخلية قوامها وعمادها القوات المسلحة التي تدعمه بشكل مطلق، وأيضاً قوى خارجية تتمثل في دولتين عظمتين هما روسيا والصين، لذلك فإن الأزمة الفنزويلية لن تحل بتحكيم أو لجنة دولية أو ما شابه".

 وأوضح بكري أن "مادورو وأركان السلطة سيسعون إلى كسب الوقت والمماطلة واللجوء إلى لعبة شد الأصابع، ما يرجح كفة مادورو مستقوياً بما كوّنه من خبرات سابقة في مواجهة أزمات مشابهة في هذا الصدد".

ودلّل على ذلك بتعامل مادورو مع إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي نفسه رئيساً بالوكالة للبلاد، قبل سنوات، وحينها اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب به رئيساً شرعياً، فيما انتهت الأزمة لصالح مادورو".

ورجح الخبير "نجاح مادورو مجدداً في المماطلة وتمييع مطالب المعارضة التي لا تملك القوة الكافية لمساءلة مادورو وتحقيق مطالبها"، على حد تعبيره.

أخبار ذات علاقة

فنزويلا تعلق على الموقف الأمريكي بشأن فوز مادورو

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC